أحتكرت الحكومة تجارة الصادرات الرئيسية وأستخدمتها سلاحاً سياسياً ، فكانت الأدارة تقرر ما إذا كانت تصدر الحبوب إلى الحيثيين أو إلى الأثنيين ، أو تصدر الذهب إلى الأسيويين ، أو الشب إلى وحي دلفي ، وكان عبور التجار الأجانب للحدود المصرية يخضع لرقابة صارمة .
____________________
وكفل الحكام حماية المناجم والقوافل والحدود الصحراوية الشرقية والغربية وقد عثر علي نقش للملك واجي خامس ملوك الأسرة الأولي علي صخرة بالقرب من البحر الأحمر في وادي يصل بينه وبين إدفو مما يدل علي استغلال الأحجار ومعادن الوادي ، واستغلاله كطريق للتجارة المتبادلة بين النيل والبحر الأحمر
وتأكدت اتصالات مصر بأطراف غرب آسيا فاستورد المصريون أخشاب الأرز والصنوبر من فينيقيا واستخدموها في تسقيف مقابر ملوكهم في أبيدوس وربما استخدموها في صناعة السفن الكبيرة منذ عهد الملك عحا واستوردوا الزيوت والخمور في أواني فخارية من جنوب سوريا وفلسطين كما ثبت أن هناك تبادل تجاري بين مصر وأهل كريت علي وجه الخصوص فقد عثر في أبيدوس علي أواني تشبه زخارفها الأواني الكريتية المعروفة .
_______________________
وفي العصر الصاوي ظل الأغارقة والنقراطيون والطرابلسيون القانطون بمنف في الأحياء التجارية تحت مراقبة الإدارة المصرية ، ولم يستطيع إخوة سيدنا يوسف في عصر التوراة ، أن يشتروا الحبوب دون المرور بالوزير المختص بمخازن الحبوب ، وكان سكان الواحات بوادي النطرون والبدو الذين كانوا يجمعون الجالينا يأتون لعرض بضائعهم نظير أطعمة لأولادهم .
وكانت بساتين الواحات والمحاجر والمناجم كلها خاضعة لمراقبة الملك ، ومنذ العصور القديمة كانت جماعات من المسافرين يذهبون إلى بونت والنوبة وبيبلوس ، ويحصلون على المنتجات الأجنبية من سكانها وفي أيام الدولة الحديثة كانت الأحتياجات الأساسية التي تفتقر أليها مصر تستورد من العديد من المدن مثل الخشب من لبنان والنحاس والبرونز والبهارات من أسيا ، إذا لم يُستولَ عليها كغنيمة أو تُجمع كجزية يحصل عليها مندوبون من قبل الملك أو المعابد التي كان لها أسطول تجاري خاص بها .
______________________
وكذلك سافر الممثلون إلى مواني البحر الأحمر للإتفاق بلغة الإشارات مع القادمين من بونت ، أو كانوا يذهبون إلى هناك هم أنفسهم ، وغير هؤلاء أمثال "ون أمون" ، الذي ترك تسجيلاً واقعيا لرحلته ، وذهبوا للمتاجرة في مواني بلاد الشرق .
أما في داخل البلاد كانت حركة البضائع تعتمد جزئياً على التجارة ، وكان النبلاء يعيشون على الهبات الملكية ، وكانت الأجور والمرتبات تدفع نوعاً ، وكان بوسع الشخص العادي أن يقايض أجره اليومي فيدفع نفقات طعامه ويحصل على السلع المصنوعة والعبيد والحيوانات .
___________________________
ربما كان بمصر تجار بيد أن أولئك الوسطاء الذين يبدو أن بعضهم كانوا موظفين قلما جاء ذكرهم في النصوص ، وظلت طرق التجارة بدائية ، فكانت المقايضة هي الطريقة المتبعة في الأسواق الريفية ، كأن يبادلوا على عقود الخرز بالخضراوات ، ولكي يعقدوا الصفقات الكبيرة كان من الضروري أن يجمعوا كميات ضخمة من هذا الشئ أو من ذاك .
وقد ورد في احد البرديات النص التالي : "باع الضابط نب أمون إلى هاي ثوراً قيمته 120 دبنا من النحاس ، فتسلم نظيره جرتين من الدهن قيمتها 60 دبنا ، وخمسة أثواب من التيل الرفيع قيمتها 35 دبنا ، وثوباً من تيل الجنوب قيمته 20 دبنا ، وجلداً قيمته 15 دبناً" ، ويتضح من هذا المستند أنهم كانوا يستعملون معدناً ما - وهو النحاس في هذه الحاله - ولكنهم كانوا يستعملون الذهب والفضة أيضا كوحده لتقدير السلع ابان عهد الدولة الحديثة .
نسمه حب ادارة عروبتنا
موضوع: رد: التجارة فى العصر الفرعونى 16.05.11 10:32
موضوع قيم احمد تسلم ايدك واختياراتك تقديري وامتناني اخي لما تقدمه لنا من مواضيع راقية ومفيدة