الكتابة فى العصر الفرعونى
_________________
إنسان عصر ما قبل التاريخ لم يكن يسجل أفكاره أو أعماله بأى شكل من الأشكال ، وإنما ترك آثاراً
صامتة من الأدوات والأسلحة الأوانى وبقايا المنازل والمقابر .. وغيرها . فالكتابة إذن تعتبر الحد الفاصل
بين عصر ما قبل التاريخ والعصر التاريخى .
تبدأ العصور التاريخية ببداية أهتداء القدماء المصريين إلي علامات واصطلاحات يتفاهمون بها عن
طريق الكتابة ويستخدمونها في تسجيل أخبار حوادثهم الرئيسية وتدوين معارفهم الدنيوية وعقائدهم الدينية
وظهور الكتابة مر بعدة مراحل فيها فشل ونجاح وهكذا ظهرت أول ما ظهرت في اتجاهين .
الأول اتجاه تخطيطي علي الأحجار والفخار بمعني أنها اعتمدت علي الخطوط وليست علي الصور
وهذه الطريقة لم يقدر لها الشيوع ، والطريقة الثانية هي الطريقة التصويرية وسادت هذه الطريقة واستمرت
من السابقة وكانت أسهل منها وهي الكتابة التصويرية وكانت طريقة تعبر عن الشيء بصورته التقريبية ولكن
كان لها عيوب من حيث صعوبة ماديات التعبير بها عن المفهوميات فمثلا صورة ذراع عن القوة وصورة
ساق عن الحركة وصورة الأذن عن السمع والعين عن الرؤية
وقد اصطلحوا علي الكتابة منذ ذلك الحين بخطين : خط يغلب عليه طابع التصوير المتقن وروح
الزخرف وخط ثاني سريع يعتمد علي الصور المختصرة التي تطور بعضها مع الزمن إلي أشكال خطية وقد
عبر المصريين عن الخطين بكلمة بمعني الكتابة وعندما وفد الإغريق إلي مصر أطلقوا علي الخط الأول
الخط الهيروغليفي بمعني الخط المقدس والثاني الخط الهيراطيقي أي الخط العام أو الشعبي أو كتابة الجمهور
وهو أكثر إيجازا وصورة من الخط الهيراطيقي ثم ظهر خط رابع استخدمه المصريون بعد إعتناقهم المسيحية
وهو الخط القبطي واستعاروا أشكال أغلب حروفه من صور الحروف اليونانية
واهتدي المصريون المبدعون إلي ابتداع الأعداد الحسابية كما اقترن التطور الفكري لابتداع الكتابة
والحساب بتطور صناعي لصناعة البردي واستخدام المداد وأقلام البوص للكتابة عليه و كذلك استخدام
لوحات الحجر والخشب كما أدي ذلك إلي تناقل معارفهم بين جيل وآخر وتنظيم أعمالهم الحكومية وحفظ
معاملاتهم الشخصية وتيسير تصميم مشروعاتهم المعمارية .