الاعياد فى العصر الفرعونى
_____________________
كانت السنة المصرية القديمة تحتوي على عدد من أيام الأعياد ترتبط بالتقويم يوم رأس السنة ، وأعياد كل
شهرين ، وبدايات الفصول) ، وكذلك الأحداث الريفية (البذر ، والحصاد ، والفيضان) ، والمناسبات الملكية
(التتويج ، واليوبيل) ، وفوق كل شئ الأحتفالات الدينية .
كانت أعياد الموتى التي تذهب فيها العائلات إلى الجبانات لتأخذ الطعام إلى موتاها شائعة في
جميع أنحاء الدولة ، غير أنها بطبيعة الحال كانت ذات صفة خاصة ، فلم تتضمن أحتفالات على نطاق
قومي ، وزيادة على ذلك كانت هناك الأحتفالات السنوية لتكريم الألهة العظام التي يمكن أن تستمر لعدة
أسابيع فتوقف نشاط البلاد وتسبب حركة تدفق كبيرة بين الحجاج والعرافين ، ورخاء مؤقتاً للنقل بالسفن
وللتجارة وللفنادق .
ويذكر هيرودوت أن اعياد بوباسطة كانت تُجذب 700 ألف حاج من الرجال والنساء ، وكلهم على
أستعداد للضحك وأحتساء الخمر بكثرة والتمتع بالملذات ، فمثلاً في طيبة كان (عيد أوبت ، وعيد الوادي)
يشغلان السكان ، فيستغرق الأول حوالي شهر في الأسرة العشرين ، وكان يتألف من زيارة أمون في الكرنك
لحريمه في الجنوب - الأقصر - أما الثاني فكان عيداً في جبانة طيبة ، وهناك عيد أخر ، عندما كانت حتحو
ر ربة دندرة تذهب أثناءه - في كل عام - لتقضي أسبوعين في إدفو مع زوجها حورس ، فكان بقاؤها هناك
فرح طويل الأمد ، كما كانت رحلتها بالسفينة من معبدها البعيد سبباً للأحتفالات في كل مدينة تقف عندها
على طول ذلك الطريق .
وزيادة على هذه الأعياد الأقليمية ، كان لكل مدينة هامة تقويمها الأحتفالي الخاص المكون من مواكب ،
وظهور للإله وأسرار دينية ، فمثلاً كانت سايس وأبيدوس تحتفلان في كل عام بأهم مظاهر أسطورة
أوزوريس ، وهي نضال الإله وموته ثم بعثه حياً بمواكب عديدة ومناظر تمثيلية وأناشيد .
كذلك كانت تقام أمثال هذه الأحتفالات في بوتو و بابريميس ، وتتضمن أحياناً بعض المعارك التمثيلية
والطقوس الماجنة ، كانت المملكة كلها تترقب بعث أوزوريس في شهر كيهك ، وهو الشهر الرابع من
التقويم المصري القديم – يطلق عليه الان التقويم القبطى - فتقام أهم الطقوس الدينية سراً داخل أبهاء
المعبد المقفلة ، غير أنه من المؤكد أن إعلان ميلاد ذلك الرب من جديد كان فرصة لإقامة أفراح عامة
عظيمة .