كانت صورة الرجل الذي يجلس متربعا ويمسك بلفافة بردي على حجره، مثل تلك الصور المعروضة بالمتحف المصري، هي الهيئة التقليدية التي يظهر بها الكتبة عبر التاريخ المصري القديم.
ولقد كان للكتبة دور أساسي في الحياة الفكرية والثقافية في مصر القديمة، واعتـُبروا الفنانين الرئيسيين لحضارتها.
والمعنى المصري القديم لمصطلح "الكاتب" إنما هو يأتي في محتوى التخطيط (الرسم) والخلق (الإبداع)، وليس في محتوى الإمساك بفرشاة للكتابة، أو محتوى ذلك الذي يقرأ.
وعلى الرغم من أن المهمة الأساسية للكتبة كانت إدارية في طبيعتها، فإنهم كانوا حفظة التقاليد (السير) المحكية، في ربوع مصر كلها؛ وهو دور يظل باقيا، إلى العصر الحديث، في أشكال مختلفة.
والكتبة الكهان في بيت الحياة، مثلا، ذهبوا، ببساطة، إلى ما وراء مجرد المحافظة على النصوص القديمة؛ وبدلا من ذلك، كانت لهم قدرتهم الإبداعية الخلاقة التي مكنتهم من تحرير ومراجعة الكثير من النصوص الدينية اللاهوتية والطقسية والطبية والسحرية التعويذية. وبحلول عصر الدولة القديمة، كانت لهم القدرة على القيام بتأليف نصوص أدبية جديدة واسعة الانتشار.
وتعرض النصوص المحفوظة من ذلك العصر، فصاعدا؛ حكايات وقصصا جديدة، وأنواع أخرى من الأدب لم تكن معروفة ذي قبل.
ولقد اتسعت دائرة الكتبة، بوضوح، لكي تضم أعضاءً لم يكونوا بالضرورة من النخبة؛ كما كان الحال في عصر الدولة القديمة.
وكانت مفاهيم التربية والتعليم ودلالاتها وأهميتها واسعة الانتشار في مصر القديمة؛ وهو ما برز واضحا من خلال الأعمال الأدبية في تلك الفترة.
وكان لإسهامات الكتبة في المجتمع خلال عصر الرعامسة تقديرها الكبير لدى البيت الملكي ولدى الأجيال الأحدث سنا بين الكتبة.