لم يكن في البيت الصغير الهادئ
يوحي بان ثمة بركانا يغلي تحت السطح
حيث كانت ألام منهمكة في كي الملابس والى جوارها طفلها الوحيد
الذي لم يبلغ بعد سن السادسة يشاهد الرسوم المتحركة بكل براءة
فجأة
توقفت عندما سمعت المفتاح يدور بالباب
أخيرا...........
عاد زوجها المصون بعد غياب طويل
زفرت الزوجة في أسى
وهي تستعد للقاء زوجها الذي كانت تنتظره منذ شهور
دخل بخطى وكله هدوء وثقة
ألقى التحية عليها فلم ترد
ونظرت اليه بنظرات عتاب دون أن تنطق بكلمه
حاول ان يتجاهل نظراتها
وقابلها بعدم الاكتراث
هاربا من مشادة اكيدة
جن جنون الام المسكينة وبحركة عصبية القت المكواة التي كانت تحملها
فاندفع نحوها وصفعها
اسرعت لغرفتها باكية ملتزمة صمتها كالمعتاد
تطاير شرر الجنون وعم البيت الصغير
تقدم نحوها وسألها ألا تريدين معرفة سبب الغياب ؟
وبنفس النظرات المجروحة أجابت
اجابها ببرود تام
اجل تزوجت من اخرى غيرك
جعله ذاك الاعتراف يشعر بالقوة اما هي
فقد لمعت عيناها نظرات غريبة
نظرة حيوان جريح نلقى طعنة في مقتل
لم يرد عليها واستدار خارجا من الغرفة
بل ومن الشقة كلها تاركا وراءه
ذاك الحمل الثقيل الذي ألقاه دون أن يأبه بالنتيجة
لكنه ما كاد يخطوا أولى خطواته
حتى استدار عائدا في فزع
كان الابن يصرخ بهستيريا *ماما* ماما*
لقد شاهد مصرع أمه التي لم تتحمل وقع الصدمة
ولم يتقبلها عقلها الصغير
وقلبها الاصغر
ماتت المسكينة لان لها أحاسيس ومشاعر
وراحت ضحية مأساة
اسمها
الزواج الثاني
فهل يقبل مجتمعنا مثل هذه المأسي ؟