الوصية الثالثة : (صــــلوا الأرحام)
الأرحام : هم كل من تربطك به رحم وقرابة من جهة الأم أو من جهة الأب وقد حث القرآن الكريم على صلتهم وحذر من أشد التحذير من قطعها : قال
تعالى {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ
اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1 قال تعالى{فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا
أَرْحَامَكُمْ }محمد22
1/أعظم الرحــــــــم :
بر الوالدين وللإحسان إليهما تأمل :
*
قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ
تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
* وقال
تعالى {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً
}لقمان15 وهذا في حال شركهما أمرنا بلإحسان إليهما فواعجباً لحالنا مع
أباءنا وأمهاتنا
2/ أثم وجزاء قاطع الرحم:
عن جبير بن مطعم
رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لا يدخل الجنة قاطع
) وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما
من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له
في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم) وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى
الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الرحم شجنة فمن وصلها
وصلته ومن قطعها قطعته) 3/حقيقة الصـــلة :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)
وعن
أبي هريرة أن رجلا قال:يا رسول الله( إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن
إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما
تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)
المل : هو الرماد الحار.
وقيل
معناه
انك بالاحسان اليهم تحقرهم في أنفسهم لكثرة احسانك وقبيح فعلهم من
الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل) 4/فائدة الصــــلة:
عن أنس
بن مالك رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من سره
أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه) المراد بالحديث :
(بسط الرزق) هو : توسيعه وكثرته , وقيل: البركة فيه .
(التأخير
في الأجل) ففيه سؤال مشهور وهو أن الآجال والارزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص
قال تعالى {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ
يَسْتَقْدِمُونَ }النحل61وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها:
1/أن هذه الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضياع في غير ذلك
2/
أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك فيظهر لهم
في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فان وصلها زيد له اربعون وقد
علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك وهو من معنى قوله
تعالى:{يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
}الرعد39
3/ أن المراد: بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت.
5/ الوصية بصلة الرحم :
عن
أبي ذر رضي الله عنه قال:أوصاني حبى بخمس ...وأن أصل الرحم وإن أدبرت..)
الوصـــية الرابعة :صلوا بالليل والناس نيام يقول الله تعالى {تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }السجدة16 ويقول تعالى {وَمِنَ
اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ
مَقَاماً مَّحْمُوداً }الإسراء79
1/ يكتب لك الأجر بنيتك :
قال
أبو ذر أو أبو الدرداء شك شعبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من
عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فينام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق
الله بها عليه وكتب له أجر ما نوى)
2/ شدة التأنيب لمن ترك القيام :
عن
عبد الله أن رجلا قال:يا رسول الله (إن فلانا نام عن الصلاة البارحة حتى
أصبح,قال:ذاك شيطان بال في أذنيه) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما قال :قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عبد الله لا تكن مثل
فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم
رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت
نضح في وجهها الماء ,رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن
أبى نضحت في وجهه الماء)
3/ الحرص على أهلك :
عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (طرقه وفاطمة بنت
النبي عليه السلام ليلة فقال: ألا تصليان فقلت: يا رسول الله أنفسنا بيد
الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم
سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول{وكان الإنسان أكثر شيء جدلا})
4/ الأسباب المعينة على قيام الليل :
** الإقلال من الأكل وخصوصاً العشاء
** ألا يتعب المرء نفسه في النهار فيصعب عليه قيام الليل
** ألا يترك قيلولة النهار فهي معينة على قيام الليل
** البعد عن المعاصي والذنوب