للمرة الأولى يطالب الشعب السورى بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث خرجت مظاهرات فى العديد من المدن السورية اليوم رافعين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو ما يدل على رفع سقف المطالب إلى حد إسقاط النظام، خاصة وأن الثورة السورية منذ وقت قريب كانت تطالب بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية والإفراج عن المعتقلين، إلا إن المطالب اليوم طالت الرئيس السورى بشار الأسد.
خرج المتظاهرون اليوم للتعبير عن دعمهم للثورة السورية، ووقوفهم إلى جانب أهل درعا، ورفض السوريون تعهدات الرئيس السورى أمس الخميس بتوسيع الحريات، وتحسين مستوى المعيشة التى أعلن عنها لتهدئتهم.
تأتى مظاهرات اليوم بعد تطور الأحداث أمس الخميس فى درعا، وارتكاب نظام الرئيس السورى بشار مجزرة ضد المتظاهرين أدت إلى مقتل 100 شهيد على الأقل، حيث خرج آلاف المتظاهرين اليوم الجمعة فى العاصمة دمشق، بالإضافة إلى عدد آخر من المدن منها بانياس ودير الزور، وذلك وفقا لصفحة أخبار سوريا الحرة التى أسسها شباب الثورة السورية على الموقع الاجتماعى "فيس بوك".
ووفقا لوكالة رويترز قال شاهد عيان أن قوات الأمن السورية فضت اليوم الجمعة مظاهرة فى وسط العاصمة دمشق، نظمت لتأييد المحتجين فى مدينة درعا الجنوبية واعتقلت العشرات، وقطعت الاتصالات عن عدد كبير من المدن السورية.
فى السياق نفسه رد الناطق باسم الثوار فى درعا المستشار أمين الحريرى على مستشارة الرئيس السورى بثينة شعبان، بشأن تفعيل دور القضاء، مؤكداً أن كلامها مرفوض من قبل القانونيين فى محافظة درعا، وجميع المحافظات الأخرى.
وأوضح الحريرى لجريدة السياسة أنه منذ أربع سنوات صدرت تعليمات من الرئيس بشار الأسد بأن أى توقيف يجب أن يتم على ذمة التحقيق لمدة يومين فقط وبواسطة القضاء المختص، لكن الذى حصل منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، هو عكس ذلك تماماً، إذ مازال التوقيف يتم عن طريق فروع الأجهزة الأمنية، وقاضى التحقيق آخر من يعلم، وهو يحضر فقط "لمشاهدة الجثة وآثار التعذيب عليها".
وشدد على أن الوعود بالإصلاحات القضائية قد مر عليها الزمن، ولم يتم ترجمتها على أرض الواقع.
وواجه الرئيس السورى بشار الأسد إدانات قوية من قبل القوى الغربية، حيث أدانت الولايات المتحدة استخدام السلطات السورية "للقوة التى وصفتها بغير المتناسبة"، فى قمع التظاهرات التى اندلعت مؤخرا فى مدينة درعا الجنوبية، للمطالبة بإطلاق الحريات ومحاربة الفساد.
كما دعا الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى اليوم الجمعة، إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين فى سوريا، معتبراً أنه لا يمكن لأى ديمقراطية أن تقبل بإطلاق النار على محتجين مسالمين.
وقال ساركوزى فى قمة قادة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل: "أعربنا عن قلقنا الكبير حيال تصاعد أعمال العنف" فى سوريا.
وأضاف أن "فرنسا تدعو إلى عدم حصول أعمال عنف ضد المدنيين الذين يتظاهرون، إنه حقهم فى التظاهر".
من جانبه دعا وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس سوريا إلى أن تحتذى بالنموذج المصري، حيث امتنع الجيش عن إطلاق النار، وساعد الشعب على الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسنى مبارك.
وقال جيتس إن ما تواجهه الحكومة السورية هو فى الحقيقة نفس التحديات التى تواجه العديد من الحكومات فى أنحاء المنطقة، وهى مظالم شعوبها السياسية والاقتصادية التى لم تلب.
واستشهد جيتس بسوريا وليبيا وإيران كأمثلة للأنظمة الاستبدادية، التى قمعت شعوبها ولديها استعداد لاستخدام القوة ضدها.