قال بان كى مون سكرتير عام الأمم المتحدة، إنه لقى أشكالاً مختلفة من الترحيب أثناء زيارته لمصر، وأن ما لاقاه فى ميدان التحرير كان ترحيبا غير متوقع.
وأكد بان كى مون أن المجتمع المصرى حر وديمقراطى، وله حرية التعبير وإبداء الرأى، و"لكن أعتقد أنه مثلما حرية التعبير مكفولة، فلا يجب أن تكون عنيفة أو مهددة للسلام".
جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده سكرتير عام الأمم المتحدة عقب محاضرة "الإنصات للشعوب.. الأمم المتحدة وعالم عربى متغير" بساقية الصاوى الثقافية.
وأعرب بان كى مون عن استعداده لتلقى أى شكل من أشكال التعبير عن الرأى سواء معارض أو مؤيد للأمم المتحدة، وعلق ضاحكا على مهاجمة متظاهرين ليبيين له ومنعه من التجول فى ميدان التحرير: كان هناك مجموعة تحاول الترحيب بى أمام مقر جامعة الدول العربية بطريقة مختلفة، وعندما ذهبت للقاء رئيس الوزراء كان هناك مجموعة أخرى ظننت أنها تريد الترحيب بى أيضا، لكن اتضح أنها تريد الترحيب برئيس الوزراء.
وأشار سكرتير عام الأمم المتحدة، خلال المحاضرة التى حضرها عدد من الشخصيات البارزة منهم الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، والأنبا موسى أسقف الشباب، والدعاة معز مسعود وعمرو خالد وخالد الجندى، إلى أنه التقى مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأهاب به تحقيق الانتقال السلمى للسلطة، وطالبهم بسرعة إنهاء حالة الطوارئ، وإجراء انتخابات عادلة ونزيهة، وإجراء حوار وطنى شامل يغطى جميع الجوانب ويضم كل فئات المجتمع.
وأكد مون أن مصر تلعب دورا هاما فى المنطقة، وأن نجاحها وتقدمها نحو الديمقراطية كاملة لن يعود على شعبها فقط، وسيكون له أثر كبير على دول المنطقة، لأن مصر تعد قدوة ونموذج لباقى الدول، مضيفا أن العالم العربى يتطلع إلى مصر لتكون مصدر إلهام وهى تبنى هرم الديمقراطية: "ستضعون الأساس لأحزاب حرة وجمعية دستورية شاملة ونمو يشمل الجميع وتعليم وإشراك للمجتمع المدنى، فاليوم كلنا مصريون".
وأضاف أنه أتى إلى القاهرة ليبرهن على تضامنه وتضامن الأمم المتحدة مع المصريين، ولكى يستمع لطموحاتهم وما يتوقعونه من المجتمع الدولى فى التحرك نحو الديمقراطية التى هى مملوكة للمصريين ولا يستطيع أحد أن يتدخل فى تلك العملية، مضيفا أن الأمم المتحدة لديها خبرة فى مساعدة الدول فى المراحل الانتقالية، من مساعدات فنية وقانونية فى تنظيم الانتخابات ووضع الدستور.
ودعا بان كى مون الحضور، الذين طغى بينهم عدد الأجانب على المصريين، للوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا ثورة 25 يناير "شهداء الحرية والكرامة الذين لا يجب أن تذهب دماؤهم هدرا"، مؤكدا أن مصر لن تعود للوراء.
من جانبه قال الناشط السياسى وائل غنيم: "لست قلقا من الثورة المضادة ولكن من المصريين النازحين من الدول العربية التى تشهد توترات والذين لن يجدوا طعاما كافيا فى الشهور القادمة، ووقتها سيفضلون الديكتاتور على الديمقراطية"، مطالبا الأمم المتحدة والمجتمع بالالتزام بإنجاح الثورة وتقديم المساعدات لهؤلاء النازحين.
وحول الوضع فى ليبيا وقرار مجلس الأمن بضرب أهداف ليبية أوضح بان كى مون أن الهدف منه هو حماية المدنيين ومنع السلطات الليبية من قتل المزيد منهم "ولا يتعلق بالاحتلال"، مشيرا إلى أن قرار إعلان منطقة حظر طيران فوق ليبيا جاء بعد توصيات من جامعة الدول العربية، وموضحا أن الوضع مختلف فيما يتعلق بغزة، فقد كان من أوائل الذين دعوا لوقف إطلاق النار من قبل إسرائيل لكن الوضع لم يتحسن كثيرا، وهناك مشكلات إنسانية كثيرة.
وفيما يختص بتبعات الأزمة النووية اليابانية، أشار بان كى مون إلى أن الحكومة اليابانية وهيئة الطاقة الذرية ودول أخرى يعملون على اتخاذ إجراءات فورية لاحتواء الوضع الذى مازال متفاقما، مضيفا أن ما حدث يسلط الأضواء على ضرورة مراجعة الوضع الأمنى للمحطات النووية وبحث تطوير تكنولوجيا جديدة لتحسين معايير الأمان وهذا سيناقشه فى القمة النووية فى إبريل القادم التى توافق الذكرى 25 على حادث مفاعل تشيرنوبل.