أكد وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، الأربعاء، إن مدينة
"برقة" شرقي ليبيا، لم تعد تحت سيطرة الزعيم معمر القذافي، الذي يواجه أخطر
ثورة شعبية طيلة حكمه على مدى 42 عاماً، وهدد باللجوء إلى القوة لقمعها.
وحول الوضع في ليبيا، قال فراتيني: "وفق معلوماتنا فإن برقة لم تعد تحت سيطرة الحكومة الليبية، وهناك اشتباكات في بقية البلاد."
وقال فراتيني إن عدد الوفيات في ليبيا يقترب من الألف قتيل، وهو
"رقم مرجح" وفقاً لما ذكره ممثل عن الخارجية الإيطالية، مشيراً إلى أنه لا
تتوفر معلومات دقيقة حول عدد القتلى بالضبط بسبب انعدام الاتصال.
وكان وزير الداخلية الليبي السابق، اللواء عبدالفتاح يونس
العبيدي، قد أشار بعيد انشقاقه عن النظام، إلى أن كافة المناطق الشرقية
للبلاد خرجت عن نطاق سيطرة حكومة طرابلس.
ويذكر أن ليبيا قد أعلنت تعرض العبيدي للاختطاف عقب انشقاقه ودعوته لقوات الجيش الانضمام إلى جانب المحتجين. (
التفاصيل)
وفي الأثناء، قال شهود عيان في طرابلس، إن دوي طلقات نارية
متقطع تردد طيلة الليل في أرجاء المدينة التي لازم معظم سكانها منازلهم وسط
انتشار كثيف للجيش، بعد خطاب التحدي الذي ألقاه القذافي الثلاثاء، وهدد
فيه باستخدام القوة ضد المحتجين.
وأشارت شاهدة عيان إلى نصب المزيد من الحواجز الأمنية لتقييد
تحركات الأفراد في شوارع المدينة التي "تم تنظيفها كأن شيئاً لم يحدث"،
بعد إطلاق النار خلال الليل، ولفتت إلى تفاقم شح المواد الغذائية في ظل
إغلاق المحلات التجارية جراء الأحداث الراهنة.
والثلاثاء، حذر سكان في العاصمة طرابلس، من أن المدينة تواجه
شبح مجاعة، في الوقت الذي تتعرض فيه بعض ضواحيها للمحاصرة من قبل قوات
الأمن في سياق عمليات تشنها السلطات لقمع "ثورة شعبية" تطالب بتغيير سياسي.
ونقل أحمد عبد الله، الناطق باسم "الجبهة الوطنية لإنقاذ
ليبيا"، المعارضة، عن شهود عيان، أن قوات الأمن الليبي تطوق ضاحية "فشلوم"
بالعاصمة وتطلق النار على كل من يتحرك في شوارع المنطقة، حتى من يحاولون
انتشال الجثث.
وتصدت السلطات الليبية لثورة شعبية تعم بعض مدن البلاد قرابة
أسبوع، واستولى خلالها المحتجون على "بنغازي" ثاني أكبر المدن، بحملة قمع
دموية ندد بها المجتمع الدولي.
وإلى ذلك، هدد الزعيم الليبي في خطاب مطول الثلاثاء، باستخدام
القوة ضد المحتجين على نظامه، قائلا إنه ليس رئيسا حتى يتنحى، بل هو "قائد
ثورة للأبد."
ولوح القذافي، الذي بدا متوترا وغاضبا، باستخدام قوة الجيش
والأمن لفرض النظام، قائلا إن القوات الليبية لم تستخدم القوة بعد، ولكنها
ستستخدمها إذا اقتضت الحاجة، "وفقا للقانون الدولي والدستور الليبي
والقوانين الليبية."
وهدد بأنه سيعلن "الزحف المقدس" وستكون مسيرة كمسيرة الألف ميل
التي أعلنها ماو تسي تونغ (في الصين)" إذا لم يعد الهدوء لليبيا وما لم
يعاد فتح المطارات والموانئ والطرق وعادت ليبيا لسابق عهدها.
وقال إن الشبان المحتجين هم شباب يتعاطى حبوبا مخدرة، "وبأيديهم
أسلحة استولوا عليها من قوات الأمن، مطالبا المتظاهرين بتسليم الأسلحة
فورا."
وتابع: "هؤلاء المأجورون المدفوع لهم الثمن من المخابرات الأجنبية؛ لعنة الله عليهم، تركوا العار لأولادهم."
وقابل نظام القذافي أخطر ثورة شعبية تهدد نظامه الحاكم منذ 42
عاماً بقوة مفرطة باستخدام "مرتزقة أفارقة" وقصف جوي، وفق ما تواردت تقارير
من هناك لم يتسن لـCNN التأكد منها بصورة مستقلة نظراً للتعتيم الذي تفرضه
السلطات الليبية ومنع وسائل إعلام من الدخول.
وأشارت تلك التقارير إلى بسط المحتجون سيطرتهم على بعض المدن منها "بنغازي".