فى أولى رحلات أسطول مصر للطيران لإجلاء المصريين العالقين فى ليبيا استقبل مطار القاهرة الدولى على متن رحلة مصر للطيران القادمة من طرابلس 260 مصرياً من العاملين بالعاصمة الليبية.
شهد مطار القاهرة فى حوالى الساعة الخامسة عصرًا وصول أول فوج للمصريين العائدين من ليبيا، حيث انهمرت دموعهم وبكوا بشدة مؤكدين أنهم غير مصدقين عودتهم إلى مصر مرة أخرى، فيما سجد الآخرون سجدة شكر لله على عودتهم سالمين إلى أرضهم وطنهم وأكدوا أنهم لن يتركوا مصر مرة أخرى، بينما لم يتمالك ذووهم أنفسهم وانهمروا فى البكاء شاكرين الله على عودة أبنائهم سالمين.
"اليوم السابع" التقى بالعائدين من ليبيا داخل صالة الوصول بمطار القاهرة، وقالت منى "لا أرغب فى شىء سوى أن تتحرك الحكومة المصرية لإنقاذ العالقين فى مطارى طرابلس وسرت" وكذلك إخراج المقيمين فى بنى غازى فجميعهم حياتهم معرضة للخطر الشديد مضيفة أن الرعب يسيطر عليهم خوفا على مصائرهم هناك.
وقال المهندس عمرو مصطفى إن الأجواء متوترة جدا وغير آمنة، كما أن طريق المطار فى طرابلس غير آمن ويشهد حالات قتل وسرقة كثيرة، كما يشهد المطار تكدس الآلاف من المصريين والأجانب لدرجة أن حدثت حالات اختناق وإغماء للعشرات، وأكد أن السفارة المصرية لم يكن لها أى دور داخل المطار بينما كان سفراء الدول الأخرى جالسين يطمئنون رعاياهم.
وعن كيفية حصوله على التذكرة قال إنه حجز من القاهرة على خطوط شركة مصر للطيران لأن مكتب مصر للطيران مغلق فى طرابلس نتيجة القصف الشديد الذى تعرضت له المدينة، وطالب الحكومة المصرية بأن تسرع فى إجلاء الرعايا المصريين من ليبيا حرصا على حياتهم وإنقاذهم من المعاملة السيئة من قبل السلطات الليبية التى أكد أنها معاملة خشنة واستفزازية.. وأضاف قائلا: لا توجد مواد غذائية فى المطار ولا حتى دورات مياه فهى مغلقة.. كما أكد سيف الدين أن المصريين والتوانسة يتعاملون معاملة لا تليق بآدميين كما أنهم سرقوا داخل مساكنهم.
بينما روت الدكتورة أمل خليل أنها كانت حكايته مختلفة فهى غادرت مصر فى 12 من الشهر الحالى لكى تعطى محاضرات فى مستشفى الحروق بطرابلس ولم تكن تعلم بالمشاكل الموجودة فى ليبيا، ومنذ أن بدأت الانتفاضة الليبية وهى تجلس فى مطار طرابلس.
بينما أضاف محمد أن الليبيين امتنعوا عن بيع المواد الغذائية للمصريين وذلك بعد خطاب نجل الرئيس الليبى سيف الإسلام القذافى وتأكيده أن المصريين والتوانسة هم السبب فيما تشهده الأراضى الليبية.
فيما شهد المطار حالات إغماء كثيرة لأسر المصريين الموجودين فى ليبيا والذين لم يعودوا على رحلة مصر للطيران وقرروا المبيت فى المطار وطالبوا وزير الخارجية بإنقاذ أبنائهم وإعادتهم مرة أخرى، وناشد أحدهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتدخل لإعادة أبنائهم.
فيما تأجلت مغادرة باقى طائرات الجسر الجوى من مطار القاهرة والتى كان من المقرر إقلاعها بعد الظهر اليوم وذلك بسبب تأخر موافقة السلطات الليبية والتى لم تأت إلا فى الرابعة عصرًا، حيث كان من المقرر مغادرة 5 طائرات من مطار طرابلس و2 من مطار سرت لنقل مئات المصريين العالقين فى الأراضى الليبية.