أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن الوقت الراهن هو وقت الأمل والعمل وليس وقت تأجيج أحقاد قديمة، يجب فيه أن نتطلع إلى المستقبل بحيوية ونشاط عازمين فيه على تحقيق مستقبل أفضل لوطننا ولأولادنا وأن لا ندع أى شىء يفرق وحدتنا أو يلتهم النشاط والمكتسبات التى حققتها ثورة الشباب المباركة.
وأضاف أننا إذ نؤيد طموحات الشعب المصرى فى هذه المرحلة الدقيقة فى حياة الوطن، ندعو الجميع لضمان حماية المقاصد العليا الخمسة للشريعة وهى حفظ الدين و النفس، والمال، والعرض، والعقل؛ تلك المقاصد التى تشترك فيها كل البشرية.
جاء ذلك فى البيان الذى أصدرته دار الإفتاء اليوم حيث أكد فيه المفتى أن مصر قادرة على أن تخرج من الأزمة الحالية بأقوى مما هى عليه وأنها ستعود واقفة شامخة كحالها دائما وأنه لن يؤثر فيها كيد الكائدين مناشدا المهتمين بشأن المجتمع الدولى بذل وسعهم لضمان الاستقرار والرخاء إلى مصر والبعد عن التدخل فى الأمور الداخلية.
ودعا المفتى فى البيان كل من ترك مصر خلال الأحداث الماضية بالعودة آمنين على أنفسهم وأموالهم وأهاليهم، مشيرا إلى أن مصر ستظل بلد الأمن والأمان لقوله عز و جل فى كتابه العزيز على لسان سيدنا يوسف لأبيه وإخوته: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، وأشار إلى أن مصر وشعبها العظيم على حافة مرحلة جديدة من تاريخ مصر السياسى والاجتماعى حيث تجمع فيها الشباب ومعهم كافة المواطنين على قلب رجل واحد منادين بالتغيير الفورى، مظهرين عزماً راسخاً فى مطالبتهم بالإصلاح الجذرى وأن الفرصة الآن مواتية لأن نستغل هذا اللحظة لتحقيق الإصلاحات الشاملة والحقيقية التى تساعد كل أبناء الوطن مطالبا بوجوب الاستمرار فى تضامننا سوياً والعمل معا وبروح الجماعة من أجل مستقبل أفضل، وأن نضع مصر فوق الجميع.
وطالب المفتى فى ختام بيانه الشعب المصرى بالتعاون مع الجيش لتجاوز تلك المرحلة الانتقالية الفارقة فى تاريخ الوطن، لافتا إلى أن مصر مطمعا للجميع وأن القوات المسلحة ترغب فى المرور بمهمتها الداخلية مع المتابعة للوضع الخارجى للمحافظة على أمن واستقرار البلاد.
كما أشاد مفتى الجمهورية فى بيانه بالالتزام الأخلاقى الراقى التى أظهرته القوات المسلحة خلال الثورة الشبابية وحمايتها المستمرة لمطالب الشباب والمنشآت العامة بما أعطى كافة بلاد العالم درسا فى تضامن الشعب مع الجيش وعكس حضارة ورقى السلوكيات العسكرية والإنسانية.
ومن جانب آخر أشارت عدد من المحطات الإخبارية العالمية أبرزها السى. إن. إن الإخبارية الأمريكية أول أمس السبت إلى المقالة التى نشرتها صحف عالمية نقلا عن مفتى الجمهورية فى تعليقه على الأحداث الجارية، حيث قال إننا إذ نبارك لمصر ولشبابها ولرجالها ونسائها وأطفالها وعلمائها وفلاحيها على نجاحهم فى انتزاع مطالبهم المشروعة وتحقيق أول خطوة فى مجمل آمالهم وطموحاتهم العادلة ندعو الله عز وجل أن يتغمد شهداء الوطن من شباب الثورة السلمية فى واسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والأبرار بما قدموا لهذا الوطن من تضحيات عظيمة لتحيا مصر ويحيا الوطن ويحيا المصريون أعزاء شامخين مرفوعى الرأس أمام أى ظلم أو فساد من أجل النهوض بمستقبل مصرنا الغالية ووضعها فى مقدمة ومصاف أرقى دول العالم تحضرا ورقيا.
كما أبدى مفتى الجمهورية فى مقالته تفاؤله بالفترة المستقبلية استنادا إلى تعاليم القرآن المبينة أن مع العسر يسراً، وأنه على يقين وثقة بأن الشعب المصرى سوف يعود إلى الهدوء والسلام، مشيرا إلى أهمية أن ندخل جميعا فى حالة من التأمل والبحث عن الذات والإصلاح فى محاولة لفهم الوضع الجديد وتشكيل ملامحه.
طالب فضيلة المفتى القائمين على أمر مصر فى الفترة الانتقالية الحالية بالمحافظة على أرواح المواطنين وأمنهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وضمان الأمن وسيادة القانون وسد حاجات الناس الأساسية.