الموقف الذي تنتهجه قناة الجزيرة القطرية ضد مصر من خلال تغطيتها للأحداث الأخيرة أوضح للجميع النوايا الحقيقية للدوحة تجاه القاهرة.
فالدوحة منذ زمن وتحديدا منذ انقلاب حمد بن خليفة أمير قطر علي والده وبدء إنشاء محطة "الجزيرة" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.. تحاول لعب دور إقليمي في منطقة الشرق الأوسط.. وتحاول بشتي الطرق أن يكون هذا الدور علي حساب مصر القوة الأولي في المنطقة عسكريا وسياسيا وتاريخيا.
وانطلاقا من المثل القائل ان الأزمات تظهر الأحباب والأعداء.. بات واضحا للجميع ان تصنيف الدوحة بالنسبة لمصر انها من ألد الأعداء.. ويكفينا الحملة التي أطلقتها قناة الجزيرة القطرية علي موقعها علي الإنترنت التي حملت شعار "معاً لاسقاط مصر".. فهل هناك دليل علي الخيانة والقذارة أوضح من ذلك؟
وبعيداً عن الأخلاق والحرفية المهنية في هذا العمل الذي قامت به الجزيرة.. نود من خلال هذه الأسطر سرد حقائق هامة تخص قناة الجزيرة ومالكها.. علها توضح للقارئ حقيقة ونوايا هذه القناة التي خدعت قطاعات عريضة من أبناء الشعب العربي وليس المصري فقط.
أولي هذه الحقائق عدد من الوثائق الخطيرة سربها موقع "ويكيليكس" الشهير.. أشارت إحداها إلي لقاء سري جمع بين الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري ومالك الجزيرة مع مسئول إسرائيلي رفيع المستوي. كشف خلاله جاسم للمسئول الإسرائيلي ان الدوحة تتبني خطة لضرب استقرار مصر بعنف. وان "قناة الجزيرة" ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة. عن طريق اللعب بمشاعر المصريين لإحداث هذه الفوضي.
الوثيقة أشارت إلي أن جاسم وصف مصر بـ "الطبيب الذي لديه مريض واحد" ويجب أن يستمر مرضه. مشيراً إلي أن المريض الذي لدي مصر هو القضية الفلسطينية والتي تريد مصر ــ وفق نص الوثيقة ــ إطالة أمدها دون حل. حتي لا تصبح مصر بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية.
"ويكيليكس" كان قد أشار إلي أن لديه 7 وثائق عن قطر. نشر منها 5 وثائق. وحجب وثيقتين بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتي لا يتم النشر لما تحويهما من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكان وان هذه اللقاءات كلها للتحريض ضد مصر.
وعلي الرغم من ان الموقع التزم بسرية الوثيقتين بعد أن حصل علي الثمن من القطريين. إلا انه تم تسريبهما إلي عدد من وسائل الإعلام. أهمها جريدة "الجارديان" والتي نشرت نصهما علي موقعها وشملت ضمن محتواها تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة الجزيرة علي خريطة التحرك السياسي لقطر. ودورها في رسم ملامح سياسة قطر الخارجية.
الوثيقة الأولي تحمل رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009 كشفت عن تقييم أجراه السفير الأمريكي بالدوحة للقاء استغرق 50 دقيقة بين بن جاسم وقناة الجزيرة تحدث فيه عن السياسة الخارجية القطرية. وتحديدا موضوع المصالحة الفلسطينية وعملية السلام. ولم يدخر جهداً خلال الحديث في شن هجوم شرس علي مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر في لحظات أخري.
السفير الأمريكي أشار في مجمل تحليله إلي كون الجزيرة أداة في يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاءون لخدمة مصالحهم علي حساب أطراف أخري.
الوثيقة الثانية تحمل رقم 677 بتاريخ 19 نوفمبر 2009 فقد شملت تقييما شاملا أعده موظفو السفارة الأمريكية في الدوحة كل في اختصاصه حول قطر. وتطرق التقييم إلي دور قناة الجزيرة في منظومة السياسة القطرية وتحليل توجهات الشبكة منذ تولي الرئيس أوباما لمقاليد السلطة في واشنطن.
أشارت الوثيقة إلي أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة.. وفي الوقت نفسه يؤكد التقييم بقاء الجزيرة كأداة للسياسة الخارجية القطرية.
أكدت الوثيقتان ان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم أكد لعدد من المسئولين الإسرائيليين والأمريكان انه بمجرد خروج المصريين إلي الشارع فإنه سيكلف قناة الجزيرة ببث كل ما يزكي إشعال الفتنة في الشارع ليس فقط بين المصريين والنظام ولكن بين المصريين بعضهم البعض.
