الغابون إحدى بلدان وسط أفريقيا، يمر بوسطها خط الاستواء، كانت مستعمرة فرنسية نالت استقلالها في سنة 1380 هـ - 1960 ورغم غناها بالموارد الغابية والمعدنية إلا أن مستوى المعيشة بها منخفض، وتشير الدراسات الحديثة إلى سرعة تقدمها.
وصل الإسلام إلى الغابون عن طريق حركة المد الإسلامي، والتي سادت غربي أفريقيا أيام الموحدين، تلك الحركة التي نشرت الإسلام بين الشعوب الأفريقية في منطقة السودان الغربي حيث الآن السنغال ومالي والنيجر وشمال نيجيريا وتشاد.
فمن الثابت تاريخياً أن المرابطين أرسلوا إلى منطقة الجابون وما حولها الدعاة فأقاموا المساجد والمراكز الإسلامية وفي مناطق التجمعات البشرية لاسيما على ضفاف الأنهار، على نهر أجوى، وبالقرب من نهر الجابون.
في القرن الخامس عشر وصل إلى منطقة الجابون المستكشف البرتغالي دي جوكم فوضع أسس تجارة الرقيق بمنطقة الجابون، وأسس مركزاً لها في موضع مدينة ليبرفيل وشحن من أرصفة هذا المركز نصف مليون من الرقيق المقيدين بالسلاسل وسيقوا في رحلة الموت عبر المحيط الأطلنطي إلى العالم الجديد
في نهاية القرن الثالث عشر الهجري وصل الفرنسيون إلي الجابون، فاشتروا قطعة من الأرض وأقاموا عليها مستعمرة صغيرة في سنة 1839م – 1255 هـ وبعد مضي عشر سنوات أقاموا مركزاً لتجارة الرقيق قرب الساحل ثم امتد نفوذهم إلى داخل الجابون، وضموها إلى الكونغو الفرنسي، ثم فصلت الجابون لتصبح مستعمرة قائمة بذاتها، ثم نالت الجابون استقلالها في سنة 1380 هـ - 1960م
وفي ظل الاستقلال هاجر العديد من المسلمين من مالي، وبنين والسنغال، ونشطت البعثات التبشيرية في ظل الاستعمار الفرنسي، ولمدة قرن من الزمن لم تنجح البعثات التنصيرية في تحويل أكثر من ثلث السكان الوثنيين إلى المسيحية، وفي سنة 1973م- 1393 هـ اعتنق رئيس الجمهوريى البرت برنارد بونجو الإسلام وسمي عمر بنجو وأسلمت معه أسرته ومعظم أفراد قبيلة البنجوى وهناك عدد كبير من الوزراء المسلمين بالجابون.
المصدر سيد عبد المجيد جبر الاقليات المسلمه فى افريقيا