وصل الإسلام إلى إسبانيا مبكراً، وذلك عندما فتح المسلمون جزيرة إيبريا في سنة 39هـ - 711 م واكتسح المد الإسلامي أكبر مساحة من شبه جزيرة إيبريا في سرعة مذهلة وأتى الفتح بنتائج رائعة، وذلك بفضل الجهاد والتسامح الديني عند الفاتحين، فلم يتعرض المسلمون للمسيحين في إقامة شعائرهم،
ولم يجبروا أحد على الدخول في الإسلام، ومن العوامل التي ساعدت على الانتشار التشابه الطبيعي في بعض ملامح شبه الجزيرة العربية وشبه جزيرة إيبريا فلم يمضي على دخول العرب ثلاثون عاماً ألا وكانت إيبريا بكاملها في حوزة الإسلام، وتحول الفاتحين إلى مهاجرين واستوطنوا البلاد،
بل تجاوزها نفوذهم إلى جنوب فرنسا، وادخل العرب في ايبريا زراعة المدرجات الجبلية، ومدوا شبكات الرى المعقدة، وأدخلوا محاصيل جديدة، وتحولت البلاد إلى مشعل حضارة.
ولقد كانت الموجة الأولي لفتح الأندلس من المؤلفة قلوبهم من العرب والبربر الذين أخى بينهم الإسلام فاندفعوا يفتحون فرى ومدن ايبريا، وبهذا الفتح تحول الأندلس إلى مشعل الحضارة الوسيطة، وامتد تأثير الحضارة الإسلامية إلى الممالك الأوروبية، وتلقى طلاب العلم من المسيحين من العلوم العربية مما أثار فيهم النشاط فاجتمعت فيهم ركيزة الحضارة فيما بعد وأسس العرب الهيكل الحضاري الذي ما زال يميز إسبانيا
ويضم القاموس الأسباني مفردات من العربية ،وتدر الآثار الإسلامية في أسبانيا بأكثر من مليارين من الدورلات وانتهى حكم العرب في أسبانيا بسقوط غرناطة في سنة 898 هـ- 1492 م بعد عقد معاهدة بين فردناند وايزابلا يلتزمان بها باحترام الدين ولكنهما نقضا المعاهدة وحاكما المسلمين أمام محاكم التفتيش التي أصدرت أحكامها بلإعدام حرقاً على أعداد كبيرة من المسلمين واستمرت هذه المحاكم تمارس سلطانها أكثر من ثلاثة قرون ولم تلغ إلا في القرن التاسع عشر.
هاجرت أعداد كبيرة من المسلمين إلى بلاد المغرب، واضطر من بقي أن يخفي عقيدته سراً وهم (الموريسكيون) والذين تمردوا في سنة 976 هـ - 1568 م، ولما يأس الأسبان من إجبارهم على ترك دينهم أمروا بطردهم من إسبانيا سنة 1019 هـ - 1610 م
هذا مقابل ما كان يقدمه الإسلام من سماحة، فلم يرغم المسلمون طيلة ثمانية قرون أحداً على اعتناق الإسلام وتركوا للمسيحين حرية ممارسة عقيدتهم
SILVEA اسرة عروبتنا
موضوع: رد: تاريخ الاسلام فى اسبانيا 21.12.10 22:52