دخل أبو دُلامة على المهدي، فأنشده قصيدة فقال له: سلني حاجتكـ
فقل يا أمير المؤمنين، تهب لي كلباً !!
فغضب وقال : أقول لكـ : سلني حاجتكـ فتقول: ((تهب لى كلبا))
فقال: يا أمير المؤمنين، الحاجة لي أم لكـ ؟
قال : لا بل لكـ
قال: فإني أسألكـ أن تهب لي كلب صيد.
فأمر له بكلب ، فقال:
يا أمير المؤمنين، هَبْي خرجت الى الصيد، أأعدو على رجلي؟
فأمر له بدابة.
فقال: يا أمير المؤمنين، فمن يقوم عليها؟
فأمر له بغلام.
فقال: يا أمير المؤمنين فهمبني قصدت صيداً وأتيت به المنزل، فمن يطبخه؟
فأمر له بجارية.
فقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء أين يبيتون؟
فأمر له بدار.
فقال: يا أمير المؤمنين قد صيرت في عنقي كفاً ( أي جمعاً من عيال )، فمن أين ما يتقوت به هؤلاء؟
قال : فإن أمير المؤمنين قد أقطعكـ ألف جريب عامراً وألف جريب غامراً.
فقال أما العامر فقد عرفته، فما الغامر؟
قال الخراب الذي لا شئ فيه.
قال : ولكني أسأل أمير المؤمنين من أألفي جريب جريباً واحداً عامر.
قال: من أين ؟
قال: من بيت المال.
فقال المهدي: حولوا المال وأعطوه جريباً
فقال: يا أمير المؤمنين ! إذا حولوا منه المال صار غامراً
فضحكـ منه وأرضاه.