لو لم يرد الله أن يعصى فلماذا خلق إبليس

بسم الله الرحمن الرحيم

لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم أتى بقوم آخرون يذنبون ثم يستغفرون

فيغر الله لهم

هكذا قال النبى صلى الله عليه وسلم

لماذا كانتالذنوب أو لماذا أصلا العقاب وقد جبلنا على هذا طبيعتنا أن نذنب

كما خلقنا الله لتعمير الأرض جعل إبليس لغوايه أهل الأرض فلما

إن الذنوب والمعاصى هى التى تحقق فينا معنى العبوديه والتذلل لله

جل وعلا.... كيف


تخيلوا أننا كبشر لا نذنب وصرنا ملائكه تمشى على الأرض

عمرنا الأرض وتزوجنا وأنجبنا وإستمرت هكذا الحياه

مالذى سيجعل عقلى الذى خلقت به يتذلل لربى محققا معنى العبوديه لله


يارب أنت تروقنى وتعطينى وأنا أقيم فرائضك ولا آتى بما حرمته على

فلا تذلل لله ولا علاقه إله بعباده بل تكون علاقه جافه بين عمال

يقومون بما أمرهم صاحب عملهم ولله المثل الأعلى وليس لأحدهما على

الآخر فضل


ستقولون والملائكه أفهم كذلك

الملائكه كمخلوقات ليس لهم العقل البشرى بل هم مخلوقون ومركب

بداخلهم معانى الطاعه والعبوديه والتذلل لعظمه الله مجبولون عليها


إنما أراد الله من الإنسان أن يهتدى إليه بعقله ويحبه بقلبه

يخطىء فيبكى ندما وشوقا لبعده عن ربه

يذنب فيعرف أن لله عليه فضل لو طال عمره ما أدى شكر أقلها نعمه

يتذلل لله ولو كان عظيما بالدنيا ويوقره الناس فهو بينه وبين

ربه يعلم كم هى قبح ذنوبه فيسجد بين يدى ربه طالبا العفو

راجيا المغفره متذللا لعظمه خالقه يرجوه ليسامحه ويتوب عليه

صحه الإيمان كان لابد لها من فتنه الذنوب والمعاصى ليتحقق فينا

المؤمن الحق الذى يعيش حياته مجاهدا لنزواته وشهواته فإذا أخطأ

فيرجع لربه تائبا عابدا ذليلا لئلا يتكبر أحد على الناس بطاعه

فكلما نظر لأهل المعصيه فلا يتفضل عليهم بنفسه بل يعلم أنه

عصى مثلهم فلا يفضل نفسه عليهم



وحياه العاصى اللاهيه ليست دليلا على إستحقاقه للنار

فربما عمل عملا واحدا قبضت عليه روحه فكانت الجنه جزاؤه


وكما قيل إن ذنبا يورث حزنا وذله خير من طاعه تورث صاحبها كبرا


وأيضا قيل رب ذنب أدخل صاحبه الجنه ... كيف ذلك

لا يزال الذنب عالقا بعقل صاحبه نادما عليه مؤرقا منه حتى

يحترق قلبه بنار الندم وفى كل سكناته وحركاته مشفقا منه فيكون

سببا لدخول جنه ربه

إن الله لم يرد أن يعذبنا بالدنيا ولا بالآخره

إنما أراد عبادا تعرفه بالعقل وتعبده بالحب وتعود إليه بالتوبه

وإلا فلما كان من أسمائه سبحانه الرحمن الرحيم التواب الغفور


أما عن خلق النار فى النهايه فهى لمن تكبر ولم يدخل قلبه معنى

العبوديه الحقه لله فهو فى كبر من التوبه ولا يحسن التذلل ولا

التعبد فالنار تطهره