المقامة
=
المزاوجة بين الشعر والنثر
المقامة تجمع بين النشر والشعر جمعا يكاد يطرد
وليس بورود الشعر فيها نظام محدد
كما انه لا يجري على وتيرة واحدة من جهة الوظيفة إلى درجة إننا
لا نعرف في بعضها نصيب النثر من نصيب الشعر
من كثرة المداخلة بينهما و الانتقال من احد النمطين إلى الأخ
ر في صلب الإحداث داخل نسيج النص.
والقول بان المقامة تزاوج بين الشعر والنثر
قول مبني على بعض التسامح في الحكم
لان النثر الذي قدت منه المقامة مستوى منه صيغ بقوانين الشعر
في جانبه الأعظم حتى انك تقف إزاء جمل وفقرات لا ينقصها
إلا الوزن لتكون شعرا او جنسا من الشعر
فالمقامة مسرودة من الشعر و "قول شعري "
حسب مصطلح الفلاسفة اذ كانوا يسمون الكلام المغير القائم
على الأسجاع و الصور وصنوف التغييرات
قولا شعريا إن لم يلتئمه وزن
التأنق في العبارة و السجع
والمقامة عرفت بكثرة السجع و الجري وراء المجانسة الصوتية
حتى أصبح ذاك علامة من علاماتها البارزة وخاصية
من خصائص تعريف العبارة فيها .
والسجع زيادة على ما سبق من عناصرها الثابتة المستقرة
التي يصعب أن نتصور مقامة يدونه
فهل يعني هذا انه لم يعد فيها محسنا لفظيا وأسلوبا
من أساليب البديع وإنما أصبح أمارة شكلية وعلامة على جنس في الكتابة .
وهذا ما جعل لغة المقامات تنفرد
وتتميز عن اغلب نصوص القرن الرابع .
فنجدها صورة من صور التفوق في البلاغة والفصاحة .
واعتمد الأدباء العرب ا لقديم
الخطاب الساخر الجاد في أن واحد مثل
الجاحظ في "البخلاء" و"رسالة الغفران " للمعري
تمتع القارئ بهزلها وفنون تصريفها للغة
حتى لا تكل النفس وتدس في أعطاف الضحك وثنايا الفن
ما كان من المواقف جادا فتدعوه بها إلى الاعتبار .