تحمل الجولة المقبلة من أبطال أوروبا الكثير من الذكريات للفرق والمدربين واللاعبين والجماهير، وسيتحتم على الجميع مواجهة ماضيه قبل النظر إلى مستقبله.
جماهير أرسنال تنتظر استقبال ملكها السابق تييري هنري في ملعب الإمارات .. ومشجعو بايرن لم ينسو الهزيمة أمام مانشستر في 1999 .. فابريجاس يطارد ذكريات الطفولة في كامب نو .. وصراع بوردو وليون على زعامة فرنسا ينتقل لدوري الأبطال.
سقط أرسنال في مواجهة برشلونة حامل اللقب، وأوقعت القرعة مانشستر يونايتد في مواجهة بايرن ميونيخ، فيما يلاقي إنتر ميلان برد روسيا أمام سسكا موسكو، بينما يصطدم ليون قاهر ريال مدريد بمواطنه بوردو وداهيته لوران بلان.
ويرصد FilGoal.com خمسة ذكريات خالدة ترسم مستقبل مواجهات ربع نهائي البطولة الأوروبية الأكبر والأقوى دائما.
عودة الملك للندن
وقف تييري هنري باكيا وهو يستمع إلى نشيد برشلونة في ملعب ستاد دو فرانس إثر خسارة فريقه وقتها أرسنال لنهائي دوري الأبطال عام 2006 أمام النادي الكتالوني.
ولم يمر أكثر من عام حتى هتف بكلمات النشيد بعدما انتقل رسميا إلى صفوف البلوجرانا بعد تسع سنوات بين جدران النادي اللندني العريق، بل وبات الآن مطالبا بإسقاط المدفعجية وإقصاءهم من البطولة.
ثلاث سنوات مرت على رحيل هنري عن أرسنال متجها إلى برشلونة، ليست كافية ليتقبل جمهور المدفعجية أن الغزال الفرنسي سيكون ضمن كتيبة المنافس على ملعب الإمارات في 2010.
فهنري تألق في قيادة هجوم أرسنال في أجمل عصور الفريق اللندني بعدما سجل 226 هدفا ساهموا في تتويج المدفعجية بسبع بطولات محلية في إنجلترا.
وخذلت القرعة أمنية هنري بالابتعاد عن مواجهة المدفعجية حيث صرح قبلها "لا أرغب في مواجهة أرسنال بسبب ذكرياتي مع الفريق، وحبي لجماهيره".
طفل كتالونيا قائدا للمدفعجية
دخل الطفل فابريجاس لاعب فريق تحت عشر سنوات ببرشلونة ملعب كامب نو ممسكا بيد جوارديولا نجم النادي الكتالوني عام 1997 .. وقتها كان يحلم بتمثيل البلوجرانا يوما ما، لكن الأمنيات تغيرت، والآن يسعى لإقصاء الفريق الذي عشقه.
وتربى الشاب الموهوب بين جدران البلوجرانا حتى انتقل لأرسنال وهو في الـ16 من عمره، ليتألق مع النادي اللندني ويحمل شارة قيادة الفريق وهو لم يتخط الـ21 عاما.
سيسك
ويقول فابريجاس: "منذ كان عمري تسعة أشهر اصطحبني والدي إلى الكامب نو، وقضيت معظم سنوات عمري ارتدي ألوان برشلونة، ولسبب أو لآخر رحلت".
ويستعيد سيسك ذكريات طفولته عندما يعود إلى كتالونيا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم وهو يحمل آمال جماهير المدفعجية بالإطاحة بفريقه القديم وحامل اللقب.
ويأمل قائد أرسنال الشاب في قيادة المدفعجية نحو اقتناص لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي قبل التفكير في العودة لإسبانيا بعدما أبدى النادي الكتالوني نيته التقدم بعرض لضمه في الموسم المقبل.
وطالما غازل مسؤولو برشلونة فابريجاس بالعودة إلى صفوف البلوجرانا خاصة بعدما صرح خوان لابورتا رئيس النادي "سيسك كتالوني، وتربى بين جدران كامب نو، فهو يحمل الحمض النووي لبرشلونة في دمه، ونعلم أنه يريد العودة إلينا".
ذكريات 1999
الدقيقة 89 من عمر المباراة النهائية، لوحة ملعب كامب نو تشير إلى تقدم بايرن ميونيخ بهدف دون مقابل على مانشستر يونايتد.
بعد وقت قصير، أطلق الحكم صافرة النهاية وسط احتفالات كبيرة من أنصار مانشستر يونايتد ومشجعيه، فالفريق حول تأخره في دقيقتين إلى فوز 2-1 خاطفا كأس دوري أبطال أوروبا لعام 1999.
لا تنسى جماهير الفريق البافاري هذا اليوم مطلقا مهما مر الزمن، فالفرحة تحولت في دقيقتين إلى حزن استمر سنوات طويلة، ورغم أن بايرن يتفوق على مانشستر في تاريخ مواجهات الفريقين، لكن ذكرى 99 ستجعل كل مواجهة بين الطرفين ثأرية بالنسبة للعملاق الألماني.
وقال كارل هاينز رومنيجيه رئيس بايرن: "لقد كانت صدمة كبيرة، ومنذ ذلك اليوم مواجهتنا مع مانشستر تحفل بإثارة بالغة، لذا نتطلع لملاقاتهم بشغف".
فتفوق بايرن على مانشستر في عامي 2001 و 2002 لم يكف الجماهير البافارية التي تتطلع للانتقام مجددا بعدما أوقعت قرعة دور الثمانية من دوري الأبطال الفريق في مواجهة الشياطين الحمر.
بينما علق ألكس فيرجسون على مواجهة بايرن "ستكون مواجهة رائعة، فهم يمتلكون ملعبا عظيما، ونحن أمام فريق جيد ويتميز بالخبرة، ولكننا أيضا نؤمن بحظوظنا".
مورينيو يتحدي ثلوج روسيا
قفز جوزيه مورينيو من مقعده فرحا بعدما سجل صامويل إيتو هدفا في مرمى تشيلسي ضمن لفريقه التأهل إلى دور الثمانية للمرة الأولى بعد غياب استمر لأربعة مواسم.
الإستثنائي مورينيو
ضحى مورينيو المدير الفني لإنتر ميلان بالكثير من حب جماهير تشيلسي له حين احتفل في ستامفورد بريدج، مؤكدا أن رغبته في قنص اللقب لا يمكن أن تتوقف في محطة سسكا موسكو.
المدير الفني البرتغالي يعرف جيدا أن تخطي فريقه عقدة دور الـ16 أمام فريق بحجم تشيلسي سيمنح لاعبيه ثقة كبيرة في التقدم نحو اللقب الغائب عن إنتر منذ 1965.
ومنحت القرعة مورينيو هدية بعدما أوقعت إنتر في مواجهة سهلة نسبيا أمام سسكا موسكو لكن مع الحذر من عوامل الطقس.
فإنتر كاد يودع بطولة هذا الموسم من دوري المجموعات بعدما تعثر أمام روبن كازان الروسي بالتعادل 1-1 بسبب الطقس البارد والثلوج التي غطت ملعب المباراة.
ويحتاج مورينيو إلى حسم التأهل منذ لقاء الذهاب وشحن لاعبيه بالطاقة الكافية للتغلب على ثلوج موسكو خاصة أن مباراة العودة ستقام في درجة حرارة – 10.
زعامة فرنسا
ظل ليون متربعا على عرش الأندية الفرنسية لست سنوات متتالية حتى أطاح به بوردو وتوج بالدوري في الموسم الماضي، والآن الصراع ينتقل لبطولة مختلفة.
فمع تنافس الفريقان على لقب الدوري المحلي هذا الموسم، انتقل صراع زعامة الكرة الفرنسية إلى أبطال أوروبا بعدما أوقعت قرعة دور الثمانية الفريقين وجها لوجه.
ورغم سعادة الجميع في فرنسا بسبب ضمان مقعد في نصف نهائي دوري الأبطال، إلا أن كل فريق يتطلع لإثبات جدارته بزعامة الكرة الفرنسية أمام الجميع.
وتحدث جان ميشيل أولا رئيس ليون "إنها مفاجأة، ولكنها جيدة، على الأقل لن نبذل مجهودا كبيرا في السفر والاستعداد، وبالطبع فهي أفضل من مواجهة مانشستر يونايتد أو برشلونة".
وأطاح ليون المتمرس أوروبيا بريال مدريد المرشح الأقوى للقب هذا الموسم من دور الـ16 مما يجعله يثق في قدرته على تخطي بوردو.
ولكن جان لوي تريا رئيس بوردو يؤمن بحظوظ فريقه، قائلا "ليون يمتلك خبرة أكبر، ولكننا أبطال الدوري الفرنسي، ولدينا الفرصة في التأهل لنصف النهائي".
ويصطدم الفريقان ثلاث مرات خلال أسبوعين إذ يستضيف ليون بوردو في الـ30 من مارس الجاري في لقاء الذهاب، قبل أن يذهب لملاقاته في السابع من أبريل في العودة.
ويستقبل بوردو ضيفه الجنوبي في الـ17 من أبريل في لقاء الدور الثاني من الدوري الفرنسي بعدما تغلب عليه في لقاء الدور الأول بهدف للمغربي مروان الشماخ.