توترت الأجواء الكروية.. وزادت سخونة الأحداث والتصريحات قبل لقاء القمة غداً بما ينذر بحدوث مفاجآت قد تصل إلي انسحاب أحد الفريقين.. سيناريو الانسحاب جاهز بالفعل ويلوح في الأفق وأطل برأسه بداية من أحداث الشغب التي أعقبت لقاء الزمالك واتحاد الشرطة وما استتبعها في سخونة وتوتر.
بعض مسئولي اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر لم يخفوا قلقهم وتخوفهم في تأثر لقاء القمة بهذه الأحداث.. خاصة مع اشتعال الموقف علي الساحة الكروية. بل إن البعض تخوف من حدوث أزمة خلال لقاء القمة في ظل التصريحات الساخنة التي ألقاها مسئولو الزمالك طوال الفترة الأخيرة. وتأثر الجماهير بهذه التصريحات التي قد تهدد اللقاء.
كل السيناريوهات مطروحة في لقاء الزمالك والأهلي. ولكن البعض يخشي أن تصل أحد هذه السيناريوهات الي انسحاب أي من الفريقين في حال حدوث أي خطأ قد يعكر سير اللقاء. خاصة أن شواهد الانسحاب موجودة في لقاءات الفريقين. ولقاءات أخري.
ارتبط اسم فاروق جعفر نجم الزمالك السابق بوقائع الانسحاب من لقاءات الفريقين مرتين. الأولي عندما كان لاعبا بفريق الزمالك. والثانية عندما تولي تدريب الفريق.
الأزمات عرفت طريقها للقاءات الأهلي والزمالك منذ سنوات طويلة مضت. وكان أول انسحاب بين الفريقين من نصيب الأهلي الذي انسحب من لقاء القمة موسم 65/66 في اللقاء الذي أداره الحكم الدولي المصري صبحي نصير والذي أقيم بملعب الزمالك - عندما كان الفريقان يلعبان بملعبهما بميت عقب والجزيرة - بعد أحداث الشغب التي وقعت من جانب جماهير الأهلي بعد أن أحرز الزمالك هدفه الثاني. وألغي صبحي نصير اللقاء واحتسب 2/صفر لصالح الزمالك.
عاد سيناريو الانسحاب في لقاءات الفريقين من جديد موسم 70/71 بعد أن احتسب الحكم الدولي محمد دياب العطار الشهير ب "الديبة" ضربة جزاء علي حارس مرمي فريق الأهلي الفلسطيني مروان. واعترض فريق الأهلي عليها. ثم أستأنف اللقاء وأحرز فاروق جعفر منها الهدف الثاني. إلا أن فريق الأهلي وجماهيره اعترضوا وألغيت المبارة وبطولة الدوري كلها.
غابت سياسة الانسحاب من مباريات الاهلي والزمالك 24 عاما. حتي عاد نفس السيناريو في موسم 95/96. ولكن الانسحاب هذه المرة كان من نصيب فريق الزمالك الذي انسحب في الدقيقة 86. بعد أن احتسب الحكم الدولي المصري قدري عبد العظيم الهدف الثاني لفريق الاهلي الذي أحرزه أحمد فيلكس مهاجم الأهلي. وتحتج لاعبو الزمالك علي الهدف بداعي التسلل. وانسحب فريق الزمالك من اللقاء وألغيت المباراة واحتسبت نتيجتها 2/صفر لصالح الأهلي. ويومها وقع اتحاد الكرة غرامة مالية علي نادي الزمالك 150 الف جنيه. وتم حل مجلس إدارة نادي الزمالك.
الانسحاب الأول من ظل إدارة حكم أجنبي للقاءات الفريقين كان في موسم 98/99. عندما أدار الحكم الفرنسي "مارك باتا" لقاء القمة ويومها انسحب الزمالك بعد واقعة طرد لاعبه أيمن عبدالعزيز في الشوط الاول من المباراة واحتج الزمالك علي الطرد. وانسحب من اللقاء الذي كان فاروق جعفر مديرا فنيا للزمالك.
الانسحاب من اللقاءات لم يتوقف في تاريخ الأهلي علي مباريات الزمالك. بل ان الأهلي انسحب في أربع مرات أخري. وشهد موسم 54/55 أول واقعة انسحاب للأهلي في بطولة الدوري. عندما انسحب من مباراته أمام فريق الترام بعد أن أحرز الترام هدفه الثالث لتصبح النتيجة 3/1 واحتج الأهلي علي الهدف وإنسحب من المباراة وألغيت بطولة الدوري هذا الموسم قبل نهايتها بثلاثة أسابيع. وكان الزمالك الأقرب للفوز بالدرع بعد أن كان متقدما بأربعة نقاط. بل ان بهذا الإلغاء حفظ للأهلي رقمه القياسي بالفوز ببطولة الدوري تسع مرات متتالية.
في موسم 82/83 انسحب الأهلي من مباراته أمام فريق الترسانة باستاد القاهرة بعد أن رفضت إدارة الأهلي ذهاب الفريق للاستاد. ويومها ألغي حكم اللقاء المباراة لصالح الترسانة بهدفين دون رد. إلا أن المباراة أقيمت من جديد في موعد آخر وفاز الأهلي 2/صفر. وتكرر نفس السيناريو في موسم 88/89 في لقاء الأهلي والمقاولون العرب وأعيد اللقاء وفاز الأهلي 2/.1
انسحب الأهلي في مباراته أمام غزل المحلة في موسم 87/88 بعد أن ألغي حكم اللقاء هدف التعادل للأهلي. واحتج فريق الأهلي وغادر الملعب واحتسبت النتيجة 2 / صفر لصالح المحلة. فهل سيتكرر سيناريو الانسحاب في لقاء القمة غدا؟ سؤال ستجيب عنه الساعات القليلة القادمة.