الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين
وعلى اَله وأصحابه واَحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى
بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد
أخوانى وأخواتى الكرام مرحب بكم بسلسة جديدة مقدمة لكم
لنتعرف على هذا الكون الذى يعتبر صورة من صور عظمة
الخالق العظيم فمرحب بكم بين سطورى
إذا نظرنا إلى هذا الكون الذى نحيا فيه نظرة تدبر لوجودنا
أن له وحدة واحدة تنتظمه وأنه كون معجز فى بنائه معجز
فى اتساعه معجز فى حركته معجز فى اطراد قوانينه وثبات
سُننه مما يؤكد على أن كل شىء فيه قد خُلق بتقدير دقيق
وحكمة بالغة وصدق الله العظيم إذ يقول /
"" إنا كُل شىءٍ هلقناهُ بِقَدَرٍ ""
سورة القمر / 49
وَإنا لَمُوسعُونَ
بعد مجاهدة من أجيال العلماء عبر تاريخ الأرض الطويل توصل فى
الربع الأول من القرن العشرين إلى أن الكون الذى نحيا فيه دائم الاتساع
وهى حقيقة سبق بها القراَن الكريم منذ أربعة عشر قرناً بقوله سبحانه وتعالى /
"" وَالسمَاءَ بَنَينَاهَا بِأَيدٍ وإِنَا لَمُوسِعُونَ ""
الذاريات / 47
ويؤكد العلماء أننا إذا عُدنا بهذا الاتساع إلى الوراء مع الزمن فلابد وأن تلتقى
مادة الكون وطاقته فى جرم الابتدائى كان بالقطع فى حالة حرجة مما أدى إلى انفجاره
فتحول إلى غلالة من الدخان الذى تختلقت منها النجوم والكواكب والكويكبات والأقمار
والمذنبات والمجموعات النجمية والمجرات وغير ذلك من أجرام السماء والقراَن الكريم
قدسبق كل المعارف الإنسانية فى هذا المجال بقول الحق سبحانه وتعالى /
"" أَوَ لَم ير الذينَ كَفَرُوا أن السمَاوَات والأَرض كَانَتَا رَتقاً فَفَتَقنَا هُمَا وَجَعَلناَ مِنَ المَاءِ
كُل شىءٍ حضى أَفلا يُؤمِنُونَ ""
الأنبياء/ 30
وبقوله سبحانه وتعالى /
"" ثُم استَوَى إِلى السمَاءِ وَهِى دُخَانٌ فَقَالَ لهَا ولِلأَرض ائتيِا طوعاً أَو كَرهاً قَالَتَا أَتَينَا طَائعِعِينَ ""
فصلت / 11
أخوانى وأخواتى الكرام مازال للحديث بقيه إن شاء الله تعالى