شتقت إليك
وافتقدك
افتقد أيامنا معا....أيام النزهات الوردية
والسير في الطرقات لساعات وضحكاتها الهستيرية
والركض تحت المطر و مطاردة أسراب الحمام
اشتقت
لذلك المقهى بكراسيه الخشبية
المقهى الذي سجل أول اعترافات إعجابك لي
يومها أحسست بدوران الكرة الأرضيه
أحسست أن الناس من حولي
أصبحوا مجرد ذرات خفية
وتجمد المكان والزمان ...و الساعات
معك
أحسست أني امرأة حقيقية
واني أصبحت أجمل من ذي قبل
و ارقي من قبل
و تبدلت ملامحي الخجولة لنظرات دلال شرقية
يومها لم أتحمل مواجهة عينيك
وعشقت ذاك المقهى المليء بالذكريات
هناك
اختلطت حرارة كلماتك برائحة القهوة الذكية
هناك أدمنت أغاني فيروز وضحكاتك الرجولية
أدمنت القهوة السادة
وزهور الياسمين المزروعة في الأركان
اشتقت أليك ولأحلامنا معا
التي بدأت صغيرة وجميلة كالفراشات
نعم اشتقت إليك وافتقدك
افتقد بركان حنانك
الذي صنع بداخلي طفلة صغيرة
تلك الطفلة التي كانت تغفوا بين ذراعيك
تلك الطفلة التي كانت تختال بفستانها الوردي
وبضفائرها الطويلة
لتنال إعجابك ولتعم الفرحة بقلبها
وتعلوا ضحكاتها بين أجفانك
تلك الطفلة قد شاخت ملامحها بعد فراقك
واعتزلت فناجيل القهوة والسير في الطرقات
وهوت أحلامها المعلقة بين النجمات
وقد تمر السنين دون أن تراك
وقد لا تراك
لكنها تعلم أنها ستظل تحمل في قلبها دوما
ذكراك