طفلة .. هى انا .. او ربما ليست أنا
تبكى تريد حضور هذا الحفل .. ترى انواره ..تسمعه صاخب
لكن الطريق اليه موحل .. ضيق.. ملىء بالاشجار المخيفة ..داكنة اللون
تسللت يحملها وجعها وحلمها .. قلبها الضعيف ..وقوة املها
لا شال يلفها.. ولا عطر لها .. لا شىء سوى نظرة بريئة تتميز بها .. وتعيبُها
فى طريقها يصحبها حفيف.. وصوت مخيف.. تزحف فوق رأسها الثعابين
ويمر بجوارها اناس عابرين بينهم شخص بملامح ذئب او هكذا رأته
عند الوصول .. سمسم لم يفتح لها باب الحفل.. ولا كل كلمات السر
البقاء بالخارج موحش.. كل النوافذ مغلقة بسياج حديدى
الا بابا مواربا .. خلفه ابتسامة .. ووعد..
مصباحا هناك فوق اعلى الدرج.. يلمع يخطف الانظار ..
وصوت يصدر منه يأمرها .. افركى المصباح بقوة .. وبعدها ادخلى
تقف بين الحضور وكانو الف .. او كانوا ألف الف.. تراجعت للخلف
المصباح اللامع ما زال يتحدث ويلقى التعليمات.. ترى لـمن..؟
كلما انتهى .. ظهرت من خلف الباب انثى.. يفاجئها الصخب والضوء..
والطفلة تشعر بالفوضى.. تؤذى اذنيها الوشوشات.. ويزعجها الغناء
حتى بعض الغناء الذى يمنح القلب بعض الفرح .. بدا لها ممل
يا الهى .. رجل الميلاد ايضا موجود بالحفل.. يحمل فوق ظهره جعبته
لكنه لا يوزع الهديا.. انما يوزع غربة وحرمان .. ومرورا سريع للعمر ..
اقترب منّى ليهدينى ... هل قلت منّى.. .؟؟!!
انما اقترب من الطفلة .. ليهديها شيئا مما يحمل..
وهى تنظر اليه وتتسمر وتسكت ....
وكأن روحها وادى مرعب .. خالى لا يسكنه مخلوق .. ويعشق الصمت
وضع رجل الميلاد تحت قدميها.. قمرا ووردة .. واغنية حب
نظرت لـ قمرها ولا تدرى .. لماذا تشعر انه يرغب فى البكاء
همست له .. قمرى ..أتريد ان تبكى ..؟! قال لا لن ابكى مادمتِ معى ..
تعالى وهاتى كفيكِ .. واسقط من عينيه دمعتين .. وقال اشربى
فشربت .. وفجأه.. غفت وما صحت.. حتى ان الحفل سكت..
الكل تركها وغادر... القطارات عبرت والامطار والشتاءات
كلها عبرت .. حتى ربيع عمرها عبر .. وهى ما صحت..
نامت.. او ربما ماتت .. لا ادرى .. لكنها الى الان ما استيقظت..
جـــــوليـــــــــت