كانت في إيطاليا بلاد تعرف قديماً بإسم "لاسيوم" مؤلفة من ثلاثين مدينة مستقلة في إدارتها وشئونها الداخلية ، ولكنها متحدة مع بعضها في دفع الأعداء عنها ، وكانت أهم تلك المدن هي روما التي أنشئت سنة 753 ق.م وأشتقت إسمها من أسم مشيدها "الأمير روميليوس" ، وكانت الحكومة الرومانية ملكية مطلقة ، تمكن ملوكها تدريجياً من إخضاع كل مدن "لاسيوم" وتوحيدها في دولة واحدة ما لبثت أن قويت وأزدهرت وتوسعت إلى أن تمكنت من حكم جزء كبير من العالم المعروف يومئذ لمدة حوالي سبعمائة سنة فيما يعرف بالأمبراطورية الرومانية .
وكانت مصر أخر أقطار المنطقة التي سقطت في أيدي الرومان ، وذلك عندما تمكن "أوكتافيوس" من الأنتصار على قوات البطالمة في موقعة "أكتيوم" في سبتمبر سنة 31 ق.م ثم دخوله مصر وإخضاعها للأمبراطورية الرومانية في أغسطس سنة 30 ق.م .
وكان نفوذ روما قد بأ يتغلغل في مصر منذ عصر بطليموس الخامس في القرن الثاني قبل الميلاد وزاد مع وفاة بطلميوس التاسع سنة 80 ق.م حيث كان الحكام البطالمة يلجأون إلى روما لتقوية مركزهم نتيجة للأضطرابات الداخلية وتنازعهم على الحكم ، حتى أصبح الملك البطلمي لا يستقر على عرشه دون رضاء روما عنه ودون أن تسنده قوة رومانية تقيم في الأسكندرية .
وعندما أرتقت كليوباترا السابعة عرش مصر سنة 51 ق.م قام صراع بين دولة البطالمة والرومان حاولت فيه تلك الملكة أن تستميل قلب يوليوس قيصر ومن بعده أنطونيوس ، ولكنها أكتسبت كراهية الرومان ، فعقدوا العزم على التخلص منها ومن أنطونيوس ، إلى أن تمكن أوكتافيوس الإمبراطور أغسطس فيما بعد من ضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية سنة 30 ق.م .
وكانت مصر تتمتع بموقع جغرافي هام ، وثروة طائلة ، وكانت أهميتها بالنسبة للإمبراطورية الرومانية تتمثل في عامل أقتصادي هو القمح المصري الذي كانت روما تعيش عليه منذ وقت طويل وعمل أغسطس بعد فتحه لمصر على إزاحة كل ما يمكن أن يعوقة في الحكم ، فقتل أنتيليوس أبن أنطونيوس كما قتل قيصرون أبن كليوباترا من قيصر ، أما الأبناء الثلاثة لكليوباترا من أنطونيوس فكانوا أصغر سناً فأودعهم عند الزوجة الرومانية لأنطونيوس ، وهي أخته أكتاف ، والتي كان أنطونيوس قد هجرها من أجل كليوباترا ، وقد مات الصبيان بعد حين بينما تزوجت الفتاة أحد أمراء الولايات الرومانة .