الأناشيد فى عصر الفراعنه
___________________
يتكون جزء كبير من أدب قدماء المصريين الديني الذي تم العثور عليه من التراتيل ، تراتيل للألهة
سوبِك وأمون وأتون ورع حور أختي ، أو ترانيم للملك ، وللتيجان الملكية ، وحتى للمدن ، وسواء أكانت هذه
التراتيل والترانيم دينية أو لقصد الدعاية ، فإنها تبين مظهراً خاصاً من مظاهر المعتقدات الدينية المصرية
والأناشيد تبدأ عادة بعنوان يمكن أن يكون عبارة كاملة ، مثل "سلاماً رع حور أختي ، عندما تُشرق الشمس
في أفق السماء الشرقي ..." ، أو بصلاة مباشرة للإله المقصود ، مثل "طوباك" أو "سبحانك" ، يتبعها النص
الجوهري للترتيلة .
كان أتباع إلهٍ ما ، يعبدونه بذكر أعماله وتكرار ألقابه ، فلا تعبر الترتيلة عن حماس العابد ولا عن ديانته
وإنما تُعبر عن شخصية ذلك الإله بالتفصيل ، وهكذا كانت تبدأ الترنيمة بقائمة مطولة من الألقاب ، تتخللها
أحياناً مجموعة من العبارات الكاملة التي تُحصى الأفعال الماضية لذلك الإله .
"طوباك ، يا أوزيريس ، يا سيد الخلود ، وملك الألهة ، يا ذا الأسماء الكثيرة ، يا جميل الطلعة، يا من
صورتك سرية في المعابد ... إنه أول إله للقطرين ، إنه أول من وُلد وأكبر أخوته ، وأعظم زملائه الإلهيين
الذي أقام قانونه في القطرين ، الذي أجلس ابنه على العرش ، ذلك الذي يحترم أباه "جب" ويحب أمه "نوت"
من خصائص هذه التراتيل أنها تذكُر الإله بأسماء المدن والمعابد التي كان يُعبد فيها مثل "أيها أوزوريس
القوي في منف ، وروح جسم رع المقيم في هيراكونيوليس ، والمهتم به بحماس في ناريت ، وسيد القاعة
العظمى في هرموبوليس ، الكلى القوة في شاس حوتب ، وسيد الخلود في أبيدوس ، إلى غير ذلك" .
ليست هذه القائمة الجغرافية عادةً سوى جزء من التراتيل الأكثر تقدُماً ، ومع ذلك فهي تحتل مكانة بالغة
الأهمية في الصلوات الجماعية المأخوذة من التراتيل ، وتتكون عندئذ من مجموعة من الأشعار ، متناظرة
جميعاً في شكلها ، تبدأ بأسم الإله المعبود ، متبوعأ بألقابه وأسماء الأماكن المقدسة .
كان يرددها المصريين القدماء العديد من الأناشيد في مدح الآلهة المختلفة والملوك، ومن هذه الأناشيد
نشيد النيل الخاص بـ " حابى " إله النيل، لأفضاله على مصر وخاصة أيام الفيضانات .
ونشيد " أخناتون " والذي يخاطب فيه الملك اخناتون لإلهه الجديد " آتون " وهو القوة الكامنة في قرص
الشمس وقد كتب اخناتون العديد من هذه الأناشيد الجميلة.
ولا يزال لبعض التراتيل الجميلة للدولة الحديثة والحقبة المتأخرة قدرة على إثارة الإعجاب ، ولكنها طبعاً
تفتقر إلى النطق الصحيح ومعرفة الوزن الشعري ، اللذين يسلبان ذلك الأدب معظم بهائه ورونقه الشعري فبذلك يكون نوع من الأدب الفذ