اضطر الثوار الليبيون إلي الفرار من مدينة رأس لانوف شرق ليبيا بعد اجتياح القوات الموالية للرئيس معمر القذافي لهذه المدينة النفطية الاستراتيجية وقصفها بالصواريخ والمدفعية.
ذكرت المصادر الصحفية ان الثوار تقهقروا بالمئات من الخطوط الأمامية خلال منطقة عقيلا علي بعد 20 كيلومتراً شرق رأس لانوف وطالبوا قوات التحالف بقصف قوات القذافي حيث ان طائرات التحالف فشلت في المجيء ليلا وقال أحد الثوار إننا نواجه مشكلة كبيرة حيث ان عشرات العربات المصفحة وسيارات نقل الجنود تهرع من العقيلة إلي مدينة بريجا علي بعد 240 كيلومترا من مدينة بنغازي معقل الثوار وطالب محارب آخر الطائرت الفرنسية بقصف قوات القذافي بينما كان صوت طلقات المدفعية والصوريخ يشتد.
وكانت قوات الثوار قد وصلت أمس الأول إلي مدي 155 كيلومترا من مدينة سيرت معقل القذافي قبل ان يواجهوا مقاومة شرسة من القوات الموالية له.
وتحت ضغط نيران المدفعية تراجع الثوار وفر المئات منهم في عربات نقل الجنود لكي يتراجع التقدم الذي حققوه وقت قصف قوات التحالف البريطانية والفرنسية بعد ان تقدموا إلي رأس لانوف في الليل ولكن عند الفجر كانت قوات القذافي تضغط للتوجه شرقاً وبدأت قصف المدينة الصغيرة التي يوجد بها معامل تكرير البترول.
وفي نفس الوقت أعلنت فرنسا انها لا تستبعد تسليح الثوار وكان "الين جوبيه" وزير الخارجية الفرنسية قد أعلن في مؤتمر لندن أمس الأول ان فرنسا علي استعداد لاجراء مناقشات في هذا الصدد.
أعلن "سيرجي لافروف" وزير الخارجية الروسية انه ليس من حق القوي الخارجية ان تقوم بتسليح الثوار وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأشار لافروف إلي تعليقات "فوج راسموسين" سكرتير عام حلف الناتو الذي أكد علي ان عملية الناتو في ليبيا تهدف إلي حماية المدنيين وليس تسليح الثوار.
وفي واشنطن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس انه من الممكن ان تسلح الولايات المتحدة المعارضين الذين يقاتلون من أجل إقصاء الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال أوباما. خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" إنه لا يستبعد تقديم مساعدات عسكرية مباشرة إلي المعارضين الذين يقاتلون قوات القذافي غير أنه شدد علي ضرورة ألا يتم تفسير تصريحاته علي أنها إشارة علي تدخل أمريكي أوسع نطاقا في المنطقة.
وأضاف انه يتوقع ان يرغم الضغط العسكري والدبلوماسي المتواصل القذافي علي التنحي في نهاية المطاف.. وأوضح: "لقد تم إضعاف القذافي بشكل كبير.. إنه لا يسيطر علي معظم أنحاء ليبيا في هذه المرحلة ومن جانبنا سنواصل هذاالضغط وأعتقد ان ذلك سيمنحنا المساحة والوقت لدفع الحل السياسي اللازم.
وقال أوباما: "هدفنا الأساسي هو حماية المدنيين وتطبيق منطقة الحظر الجوي.. لا نستبعد أي شيء علي الطاولة في هذه المرحلة وأقر أوباما خلال المقابلة بأنه تردد في المشاركة بالعملية في ليبيا بسبب الدروس التي تعلمتها بلاده من الحملتين الأمريكيتين علي العراق وأفغانستان..
كما اعترف بأن التدخل الأمريكي أثار مخاوف دولية من أن يكون الباب قد فتح للقوات الأمريكية لاتخاذ اجراءات مماثلة في مناطق إقليمية ساخنة أخري مثل سوريا والبحرين والسودان واليمن وكوت ديفوار غير أنه ألمح إلي وجود "عدد كبير من الأدوات المتاحة للتعاطي مع مثل تلك المشكلات".
روما تعارض
كما أعربت إيطاليا عن معارضتها لفكرة تسليح الثوار في ليبيا وقال المتحدث باسم وزارة الخاجية الايطالية ماوريزيو ماساري أمس في مقابلة إذاعية ان تسليح الثوار سيكون بمثابة الاجراء المتطرف الذي من شأنه إحداث انقسام في المجتمع الدولي.
وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان بلاده لا تخطط في الوقت الحالي لارسال أسلحة إلي ليبيا كما أنها تري ان الامكانيات محدودة للغاية لهذا الامر في إطار قرار مجلس الأمن الدولي وقال هيج في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "يمكن لدول أخري القيام بهذا الأمر ولكننا لا نخطط لتسليح المتمردين بأي شكل وليس عندنا أي خطط لهذا الامر في الوقت الحالي.
وأشار الوزير البريطاني إلي ان قرار مجلس الأمن بشأن المهمة الدولية في ليبيا يتيح مساحة محدودة للغاية تسمح بتوريد هذه الشحنات لليبيا ولم يستبعد هيج امكانية خروج الزعيم الليبي معمر القذافي إلي المنفي.
شعبية أوباما
وفي واشنطن أظهر استطلاع للرأي العام الأمريكي ان 50% من الشعب الأمريكي يعارض التورط العسكري في ليبيا خشية ان تطول العملية العسكرية ويقع ضحايا بين الأمريكيين كما هو الحال في العراق.
كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته جامعة كونبيباك ان الازمة الليبية أدت إلي خفض شعبية الرئيس الأمريكي "أوباما" من 51% إلي 41 وقال الذين شملهم الاستطلاع ان حماية المدنيين الليبيين لا تستحق التضحية بالجنود الأمريكيين.
أزمة إنسانية
ونظراً لاستمرار الحرب الأهلية التي دخلت أسبوعها السادس يعاني السكان الليبيون الذين يعيشون في مناطق الصراع من نقص شديد في الغذاء والماء والدواء ففي مدينة مصراتة ثالث كبري المدن الليبية والتي تشهد معارك ضارية بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي امتلأ المستشفي الرئيسي بالجرحي بينما لا توجد الامدادات الطبية اللازمة للعلاج إلي جانب انقطاع المياه والكهرباء. وقال المتحدث باسم الثوار ان الوضع الانساني أصبح كارثاً وان المستشفي أصبح لا يستطيع التعامل مع الموقف وفي مدينة زنتان يوجد عجز شديد في امدادات المياه وفي بنغازي التي يسيطر عليها الثوار لا يسمح الموقف الأمني بنقل المساعدات الانسانية التي ترسلها وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلي المناطق الغربية.
وأعرب المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي عن قلقه إزاء نقص الغذاء في ليبيا خاصة انها تعتمد علي استيراد الغذاء من الخارج..وفي العاصمة طرابلس ارتفعت الأسعار إلي أرقام قياسية مع نقص شديد في السلع الرئيسية والوقود.
