يقول رب العزة في محكم التنزيل:
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل119
و سيرة النبي صلى الله عليه و سلم الكثير من هذه المواقف المرغبة في التوبة و الكف عن الظلم و الأذى للأفراد و الجماعات و كل من تمكن من الوصول الى سدة الحكم.
قال رسولنا عن قبيلة غفار و كانوا قطاع طرق، كل القبيلة قطاع طرق: غفار غفر الله لهم.
و حديثه مع عمر بن العاص رضي الله عنه حين دخوله الاسلام بشرط ان يعفى عن ما سلف منه، و هو من اسلم و سنه 56 سنة و هو الذي ذهب الى النجاشي ليسترجع المهاجرين و هو الذي فعل و فعل و حارب الاسلام بكل ما يستطيع، قال له النبي صلى الله عليه و سلم حين اسلامه: اما علمت يا عمر ان الاسلام يجب ما قبله.
بل ان الطلقاء كلهم (هم اهل مكة عند الفتح) عفا عنهم النبي صلى الله عليه و سلم و هم الذين فعلوا ما فعلوا و قد اكلوا اموال المهاجرين و اقتسموها فيما بينهم.
كل هذا يتزن و يعتدل بالجهة المقابلة التي يقول فيها ربنا:
عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }المائدة95 (الآية)