يرفع منتخبنا الوطني لكرة القدم شعار "الأمل والتحدي" عندما يلتقي في الثامنة من مساء اليوم منتخب جنوب أفريقيا علي ستاد "إليس بارك" في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة السابعة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية القادمة والمقرر إقامتها في غينيا الاستوائية والجابون مطلع العام المقبل.
يخوض منتخبنا اليوم أصعب اختبار له منذ سنوات طويلة بل إن مباراة اليوم تمثل مفترق الطرق للفريق بشكل عام وعدد من اللاعبين بشكل خاص حيث تحسم مباراة اليوم مصير منتخبنا في التصفيات.
تمثل مباراة اليوم عنق الزجاجة بالنسبة للفريق في طريقه نحو البطولة التي يسعي خلالها للدفاع عن اللقب الذي احتكره في آخر ثلاث بطولات وتربع من خلاله علي عرش القارة السمراء منذ مطلع عام 2006.
كانت الظروف قد عاندت منتخبنا في بداية مسيرته بالتصفيات حيث سقط الفريق في فخ التعادل 1/1 علي ملعبه أمام منتخب سيراليون ثم الهزيمة خارج ملعبه أمام منتخب النيجر صفر/1 ليجد نفسه في موقف صعب لم يكن أحد يتوقعه حيث يقبع الفريق حاليا في قاع المجموعة برصيد نقطة واحدة بينما يتربع منتخب جنوب أفريقيا "الأولاد" علي قمة المجموعة برصيد أربع نقاط من الفوز علي النيجر 2/صفر والتعادل السلبي مع سيراليون.
لذلك. ستكون مباراة اليوم بمثابة "حياة أو موت" لمنتخبنا في هذه التصفيات لأن الفوز فيها يعني تجدد الأمل أما التعادل فيعني الحفاظ علي الأمل رغم ضعفه بينما تطيح الهزيمة بآمال فريقنا في بلوغ النهائيات بنسبة كبيرة.. ومن ثم. سيخوض منتخبنا المباراة بهدف الفوز علي الأولاد في عقر دارهم بمدينة جوهانسبرج.
علي الرغم من حاجة منتخبنا إلي استعدادات جيدة قبل هذه المباراة الفاصلة. جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن سواء علي المستوي الفني أو البدني وكذلك علي المستوي المعنوي حيث توقفت جميع المسابقات المحلية في الشهرين الماضيين في أعقاب ثورة 25 يناير مما حرم اللاعبين من التدريب لفترة طويلة ثم من المباريات الرسمية لفترة أطول وتوقفت الاستعدادات الرسمية للاعبين في أنديتهم علي مباريات الأهلي والزمالك والإسماعيلي وحرس الحدود في جولة الذهاب بالدور الأول لدوري الأبطال الأفريقي وكأس الكونفيدرالية.
كما عاني بعض اللاعبين أو معظمهم من الناحية المعنوية بعد الاتهامات التي وجهت إليهم بعدم المشاركة في الثورة بينما أكد اللاعبون تأييدهم بعد استقرار الأوضاع.. وأصبح هدف الفريق في مباراة اليوم هو تحقيق الفوز لتقديمه إلي الشعب المصري بعد هذه الثورة.
لكن الظروف الصعبة التي واجهها الفريق في استعداداته وتجمع اللاعبين قبل أيام قليلة من هذه المباراة الصعبة والحاسمة يواجهه بعض التفاؤل الذي ينبع من إصرار اللاعبين علي مواصلة نجاحهم الذي حققوه في السنوات الماضية تحت قيادة المدرب حسن شحاتة.
كما يستمد الفريق بعض تفاؤله من النتائج السابقة لمباريات الفريقين خاصة في المباريات الرسمية حيث سبق لمنتخبنا أن تغلب علي الأولاد 1/صفر في مباراتهما بالدور الأول لكأس الأمم الأفريقية 1996 والتي أقيمت بجنوب أفريقيا وفاز الأولاد بلقبها.. وتجددت المواجهة بين منتخبنا والبافانا بافانا في نهائي البطولة عام 1998 ببوركينا فاسو وفاز منتخبنا بهدفين نظيفين سجلهما طارق مصطفي وأحمد حسن كابتن المنتخب حاليا والذي يغيب عن مباراة اليوم بعدما عاد لتوه من الإصابة في مطلع الشهر الحالي وما زال مفتقدا لحساسية المباريات بعد غياب لعدة شهور.. أما آخر مواجهة بين الفريقين فكانت في لقاء ودي بينهما عام 2006 وفاز منتخبنا 1/صفر.
تجدر الإشارة إلي أن الفريقين التقيا ثماني مرات ودية ورسمية فكان الفوز من نصيب كل منهما في أربع مباريات كما سجل كل منهما ثمانية أهداف.
أرجأ حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا الإعلان عن التشكيل الذي سيخوض به اللقاء كما فرض نطاقا من السرية علي تدريبات الفريق لإخفاء الخطة التي سيخوض بها المباراة وإن كان منتظرا أن يعتمد شحاتة بشكل كبير علي العناصر التي حقق بها انتصاراته في دورة حوض النيل الودية في يناير الماضي مع تطعيمها ببعض العناصر المهمة مثل محمد زيدان مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني وحارس المرمي عصام الحضري المحترف في المريخ السوداني حاليا وأحمد المحمدي نجم سندرلاند الإنجليزي.
كما حرص شحاتة علي إعداد اللاعبين نفسيا لهذه المواجهة التي يحتاج الفريق للتعامل معها بمبدأ "أكون أو لا أكون" في ظل التحدي الكبير الذي يعلنه بيتسو موسيماني المدير الفني للبافانا بافانا الذي حشد معظم نجومه من المحترفين بالداخل والخارج وفي مقدمتهم ستيفن بينار نجم خط وسط توتنهام الإنجليزي وزميله المدافع بونجاني كومالو.
كما حاول موسيماني إعداد لاعبيه لهذه المواجهة في ضوء مستوي لاعبي الأهلي الذي شاهده في مباراة الأهلي مع سوبر سبورت الجنوب أفريقي في دوري الأبطال في ظل وجود عدد كبير من لاعبي الأهلي في صفوف منتخبنا.