بعد بدْء عملية فجر أوديسا أمس، التى قامت بها أمريكا وفرنسا وعدد من الدول الأوربية لإنقاذ المدنيين فى ليبيا من المذابح التى يقوم بها القذافى، أثيرت العديد من التخوفات من أن تنتهى "فجر أوديسا" باحتلال ليبيا وتكرار سيناريو العراق مرة أخرى، خاصة بعد الإعلان عن أن العمليات العسكرية ستستمر لعدة أيام وأن الضربات الجوية هى مرحلة أولى إلا أن عدد من الخبراء استبعدوا احتمال الاحتلال العسكرى فى ليبيا مشيرين إلى أن الهدف من هذا التدخل هو خلع معمر القذافى متوقعين أن السيناريو فى ليبيا سينتهى بتصفية القذاقى وقتله.
الخبير الاستراتيجى اللواء فؤاد شاهين اعتبر أن التدخل العسكرى الحالى غير مجدى ولن يساعد الثوار بدون تدخل القوات البرية، لافتا أن المشكلة التى يواجهها الثوار الليبيون حاليا تتمثل فى نقص الإمكانيات والمعدات التى تساعدهم فى الوقوف أمام قوات القذافى.
ولفت شاهين إلى أن القذافى من الممكن أن يعمل خلال الفترة المقبلة على تقسيم ليبيا إلى جزئين جزء يحكمه فى الغرب ويترك الشرق للثوار كنتيجة نهائية.
واستبعد أن تدخل قوات التحالف بريا فى ليبيا موضحا أن أمريكا والدول الأوروبية المشاركة لا يمكن أن يورطوا أنفسهم فى العمليات البرية ولا يمكنهم أن يحتلوا دولة عضو فى الأمم المتحدة.
وأشار شاهين إلى أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه الأوضاع فى ليبيا هو أن تقوم قوات التحالف بتصفية القذافى نفسه من خلال قوات كوماندوز تنهى العملية، لافتا إلى أنهم من الممكن أن يعملوا على إنهاء العمليات العسكرية فى ليبيا من خلال قوات كوماندوز.
وبالنسبة لتدخل الدول العربية فى هذه العمليات العسكرية رفض شاهين تماما التدخل العربى قائلا إن قوى التحالف التى بدأت فى ضرب ليبيا لا تحتاج تماما إلى أى مساعدة من قبل الدول العربية.
فى حين أشار احد العسكريين السابقين رفض ذكر اسمه إلى أن العمليات العسكرية فى ليبيا الهدف منها خلع القذافى فقط، مؤكدا أن ما يقال عن احتلال ليبيا وتكرار سيناريو العراق غير منطقى لأن ليبيا وضعها مختلف.
وشدد على أن القوات لن تقبل على عمليات برية وستكتفى بالعمليات الجوية فقط التى سيتم من خلالها شل حركة القذافى من خلال ضرب المطارات والأهداف التابعة له، موضحا أن تحرك دول التحالف لضرب ليبيا لم يكن الهدف منه حماية الشعب الليبي، وإنما الهدف منه حماية مصالح هذه الدول فى ليبيا خاصة أن ليبيا لديها ثروة بترول كبيرة تستفيد منها هذه الدول وما يحدث الآن يضر عدد كبير من الدول الأوربية، وبالتالى فان تدخل الدول كمان بهدف حماية مصالحها الاقتصادية والعمل على استقرار الأوضاع .
وتوقع أن السيناريو فى ليبيا سينتهى من خلال القضاء على القذافى ،مشيرا إلى أن هذه القوات تحركت وستعمل فى البداية القضاء على قوة القذافى ثم ستقوم بتصفية دمه والقضاء عليه نهائيا لإنقاذ الشعب الليبى من هذه الشخصية الغير متزنة .
وعن مشاركة مصر أو الدول العربية فى العمليات العسكرية ضد ليبيا أوضح أن المشاركة ليس بالضرورة أن تكون من خلال المشاركة الفعلية فى الضربات العسكرية أو استخدام أسلحة، وإنما من الممكن أن تكون من خلال استخدام المجال الجوى أو المياه متوقعا أن المشاركة العربية فى الوضع فى ليبيا ستقتصر على ذلك فقط.
من جانبه اعتبر الخبير الاستراتيجى اللواء يسرى قنديل، أن التدخل العسكرى حتى الآن فى صالح ليبيا مشيرا إلى أن قوى التحالف تدخلت لحماية المدنيين، بالإضافة إلى انه يستخدموا أسلحة متقدمة والأقمار الصناعة تساعد على ضرب الأهداف التابعة للقذافى دون إصابة المدنيين، لكنه أشار إلى أن التخوف الحقيقى أن يحدث احتلال عسكرى لان كل موجودة خاصة بعد إعلان القوات أن العملية ستتمر لعدة أيام، ولكنهم أشاروا أيضا إلى أنها مقتصرة على توجيه ضربات جوية فقط ولن يحدث تدخل عسكرى على الأرض.
ولفت قنديل إلى أن مصر لا يجب أن تتدخل تماما فى هذه العمليات بأى شكل من الأشكال، خاصة أن الوضع الحالى فى مصر لا يحتاج إلى انسياق الجيش المصرى إلى أى عمليات خارجية.