قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إن اجتماعا لمجلس الأمن الدولى سيعقد اليوم الثلاثاء لمناقشة الأزمة الحالية فى ليبيا، مشيرا إلى أنه تحدث مع الزعيم الليبى معمر القذافى وطالبه بوقف العنف ضد المواطنين واحترام حرية التظاهر والتعبير.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، إن مصر فوجئت بما ورد فى خطاب سيف الإسلام نجل الزعيم الليبى معمر القذافي، بشأن مشاركة عناصر مصرية فى الاحتجاجات الشعبية التى تشهدها المدن الليبية خلال الأيام الأخيرة، والتى تشكل تحريضا يعرض حياة المصريين المقيمين فى ليبيا للخطر.
وأكد أبو الغيط أن مصر تشدد على أهمية قيام السلطات الليبية بواجبها فى حماية أرواح وممتلكات الجالية المصرية المتواجدة فى كافة المدن الليبية.
وأوضح أنه تم تشكيل مجموعتى عمل للتعامل مع الأزمة الليبية، واحدة داخل وزارة الخارجية وهى فى حالة انعقاد مستمر لمتابعة تطور الوضع وأحوال الجالية المصرية على مدار الساعة، والثانية تشارك فيها الوزارات والجهات المعنية لترتيب سبل حماية مصالح المصريين فى ليبيا.
وأشار إلى أنه أعطى التوجيهات اللازمة بقيام الوزارة ببذل أقصى جهد للسهر على سلامة المصريين فى ليبيا، ودعم إمكانات الإعاشة لهم عبر السفارة فى طرابلس والقنصلية فى بنغازى، ومساعدة من يرغب منهم فى مغادرة ليبيا.
على صعيد ميدانى قال شهود عيان من العاصمة الليبية طرابلس لقناة الجزيرة القطرية التى تقول أنها تعانى من ضغوط وتشويش على بثها من السلطات الليبية بأن طائرات حربية قصفت عدة مناطق من العاصمة، وأشاروا إلى مشاهد لم يروا مثلها من قبل، وأضافوا أن مرتزقة أجانب يواصلون إطلاق النار على المدنيين فى طرابلس.
وقال شهود عيان لوكالات إن طرابلس محاصرة حاليا، وهناك من يوصفون بأنهم مرتزقة أفارقة يجوبون الشوارع فى سيارات مصفحة، ويطلقون النار عشوائيا على المدنيين وحتى على طواقم الإسعاف.
وفى هذا الإطار ذكر مصدر أن هناك تدفقا متواصلا لأولئك المرتزقة إلى مطار معيتيقة شرقى طرابلس.
وقال مصدر حقوقى ليبى إن هناك إعلانات فى غينيا ونيجيريا تطلب مرتزقة للقتال فى ليبيا مقابل 2000 دولار يوميا.
وأضاف أن المتظاهرين تمكنوا فى وقت سابق من القبض على 150 مرتزقا كانوا يشاركون فى إطلاق النار، مشيرا إلى أن عدد القتلى فى ليبيا بلغ الاثنين 519 إضافة إلى آلاف الجرحى.
وبدوره نفى وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم وجود مرتزقة أفارقة فى بلاده، كما نفى وقوع مجازر فى بنغازى بحق مدنيين.
فى السياق ذاته ذكر الدكتور لؤى ديب المدير التنفيذى للتحالف الدولى لملاحقة مجرمى الحرب، أن عدد القتلى فى ليبيا حتى أمس الأول بلغ أكثر من 519 إضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف جريح، ومئات المفقودين.
من جهة أخرى تعتزم العديد من المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدنى الدولية تحريك قضايا فى محكمة الجنايات الدولية لتجريم ممارسات الزعيم الليبى معمر القذافى ضد المتظاهرين. ومن بين هذه المنظمات "منظمة من أجل التضامن لحقوق الإنسان" ومقرها سويسرا ومنظمة "حقوق للجميع" ومقرها جنيف. والتحالف الفيدرالى لحقوق الانسان بباريس وعدد من منظمات حقوق الإنسان الليبية بالمنفى كما تسعى هذه المنظمات إلى الضغط لتجميد أموال القذافى وأفراد عائلته.
وفى غضون ذلك ذكر مصدر صدور بيان لضباط فى الجيش الليبى دعوا فيه أفراده للانضمام إلى الشعب والزحف على طرابلس لإزاحة معمر القذافى.
ونقل الناشط السياسى صولا البلعزى عن بيان لضباط فى الجيش الليبى دعوته لأفراد الجيش للانضمام إلى الشعب والزحف على طرابلس لإزاحة نظام القذافى.
وفى وقت لاحق عرض التلفزيون الليبى الرسمى كلمة مقتضبة -استمرت عدة ثوان- ذكر أنها مباشرة للزعيم الليبى معمر القذافى وهو تحت المطر، ليعلن أنه فى ليبيا وليس فى فنزويلا، كما تقول الشائعات المغرضة، على حد تعبيره، لكن المعارضة الليبية شككت فى ظهور القذافى المباشر وأكدت أنه تسجيل أمام بيت القذافى القديم، ليؤكد أنه موجود لكنه سيزيد من اشتعال الاحتجاجات ضده.
وفى المقابل نفى سيف الإسلام القذافى استهداف القصف الجوى مناطق مأهولة فى طرابلس وبنغازى، قائلا إنها تركزت على مستودعات للذخيرة.
ونقل التلفزيون الليبى عن سيف الإسلام قوله لوكالة أنباء الجماهيرية الليبية إنه لا صحة للمعلومات عن غارة شنتها القوات المسلحة على طرابلس وبنغازى.
وذكر الشهود أن أفرادا من قوات الأمن نهبوا مصارف ومؤسسات حكومية فى العاصمة الليبية، فى حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إنه تم نهب مقر التلفزيون الحكومى فى طرابلس وإحراق مبان حكومية.
كما أشار شهود عيان إلى أن الجنود الليبيين اختفوا من كافة شوارع طرابلس وانضموا إلى المتظاهرين، كما قال الضابط فى الأمن العام الليبى المقدم أحمد عثمان إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلحة انضموا إلى الجماهير فى العاصمة.