في أولى مفاجآت الحكومة الجديدة، التي يرأسها الفريق أحمد شفيق، تقدَّم
الدكتور جابر عصفور باستقالته من منصبه كوزير للثقافة اليوم (الأربعاء).
وعلل
عصفور الاستقالة بأن وراءها أسبابًا صحية، فاتحًا التأويلات حول مصير
أفراد هذه الحكومة، التي تحمَّلت المسئولية في وقت عصيب، وتكهنت آراء أخرى
بأن عصفور قدَّم استقالة نتيجة ضغط المثقفين عليه، والذين أصدروا بيانًا في
وقت سابق، رافضين فيه قبول عصفور للمنصب في هذه الظروف الحرجة بعد ثورة 25
يناير التي أطاحت بحكومة الدكتور نظيف ولا تزال تطالب بالمزيد من
الإطاحات.
وقال مصدر مقرب من عصفور إن نص الاستقالة تضمن عدة
أسباب سيكشف عنها في وقت لاحق، مشيرا إلى أن عصفور لزم منزله، وأرسل
الاستقالة إلى رئيس الوزراء.
وقبل ساعات قليلة من تقديم استقالته
عقد عصفور اجتماعا في مكتبه بالزمالك اليوم مع قيادات الوزارة، لبحث شكاوى
الموظفين الذين توافدوا على مكتبه على مدار اليومين الماضيين، مطالبين
بتثبيت عقودهم، وزيادة مرتباتهم، وإقالة بعض المسؤولين بالوزارة.
وقرر
عصفور في الاجتماع تشكيل لجنة تظلمات تتلقى شكاوى الموظفين الذين اعتصموا
في عدد من هيئات الوزارة خاصة دار الكتب والوثائق القومية، وهيئة الكتاب،
والمركز القومي للترجمة، وغيرها من الهيئات، وطلب عصفور من المتظاهرين
كتابة شكواهم وتركها في مكتبه وعقد عصفور اجتماعا وقيادات الوزارة لبحث
مشاكل الموظفين وشكواهم.
يذكر أن عصفور عانى خلال السنوات القليلة
الماضية من عدة أزمات صحية، كما تعرض لانتقادات شديدة من المثقفين لقبوله
منصب وزير الثقافة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ثورة شعبية تطالب بإسقاط
النظام.
في الوقت الذي تظاهر فيه المئات من العاملين بالآثار اليوم
أمام مقر وزارة الدولة لشئون الآثار للمطالبة بتحسين أوضاعهم، وتثبيت
العقود المؤقتة، وأقصاء فاروق عبد السلام المشرف على مكتب وزير الثقافة
ومشروعا متحف الحضارة والمتحف المصري الكبير، ومشروع القاهرة التاريخية.
وأكد
الدكتور زاهي حواس -وزير الدولة لشئون الآثار- أنه تم إلغاء جميع القرارات
السابقة الخاصة بالاستعانة به في متحفي الحضارة والمصري الكبير ومشروع
القاهرة التاريخية، بحيث تنتهي بذلك علاقته بوزارة الدولة لشئون الآثار
بصدور هذا القرار.
وأشار حواس إلى أنه من الصعب زيادة أجور العاملين
في الوزارة في الفترة الحالية نتيجة لتأثّر عائدات المجلس بالظروف الحالية
التي تشهدها البلاد، وعدم وجود حركة سياحة.