كل الترشيحات قبل القمة 106 بين القطبين كانت تصب لمصلحة الزمالك، واتفق الجميع قبل المباراة، سواء خبراء وجماهير، على أن الفوز سيكون من نصيب الزمالك، إلا أن أكثر المحتاجين لتحقيق الانتصار على الأهلى لم يشأ ذلك.. ألا وهو حسام حسن المدير الفنى للفريق الذى دون غيره تسبب فى عدم فوز فريقه.
الفرصة كانت مواتية بكل قوة للزمالك فى مباراة الأمس أن يحقق فوزه الأول على الأهلى منذ 4 سنوات كاملة، خاصة أن الأخير يعيش حالة انعدام وزن جراء تغيير جهازه الفنى وهبوط عام فى مستوى معظم لاعبيه، خصوصا الكبار منهم، فى الوقت الذى استعاد فيه الزمالك عنفوانه وبات يحقق الفوز تلو الآخر حتى وصل لقمة الدورى العام ما أهله أن يتمكن من كسر حاجز الهزائم والتعادلات التى شهدتها السنوات الأربع الأخيرة فى تاريخ لقاءات القطبين، وكان من السهل جدا أن يفوز الزمالك على الأهلى إلا أن مديره الفنى لم يرغب فى ذلك بإرادته دون تدخل من أحد.
حسام حسن بحث عن مصلحته الشخصية ولعب لحساب نفسه أكثر من أن يلعب لمصلحة الزمالك وهو ما اتضح من خلال خطة وتشكيل المباراة اللتان أخفق فيهما بشهادة الجميع وأراد من خلال مفاجأته غير المضمونة العواقب تحقيق مجد شخصى لنفسه، خاصة أن الفوز على الأهلى لو تحقق بهذا الشكل كان سيحسب له بمفرده باعتباره صاحب براءة الاختراع لطريقة جديدة فى الفكر الخططى، وهى الفوز بدون مهاجمين، ومن المعروف أن غيابهم فى الملعب لا يمكن أى فريق من الانتصار على المنافس.
أى مدرب خلاف حسام حسن ما كان يجرؤ أو حتى يفكر أن يواجه فريقا بحجم الأهلى مهما كان مستواهم بدون حتى مهاجم واحد صريح يملك حساسية وملكة التهديف داخل الصندوق، إلا أن المدير الفنى للزمالك أراد أن يسبح ضد التيار واعتمد فى خط الهجوم على مجموعة من اللاعبين، رغم موهبتهم، إلا أنهم غير مؤهلين على هز شباك المنافس، ولكنه أراد أن يؤكد للجميع أمرا واحدا وهو أنه صاحب فكر تدريبى مختلف عن الآخرين ويميزه عنهم حتى ولو كان هذا الفكر ضد الطبيعة الكروية.
اللعب على المضمون كان من السهل جدا أن يساعد الزمالك على الفوز، ولو تواجد أحمد جعفر فى التشكيلة الأساسية فى بداية المباراة لكان من المؤكد أن يحرز العديد من الأهداف أقربها الكرة التى أضاعها حازم إمام فى الدقائق الأولى من القمة، فحازم إمام معذور فى إهدار انفراد كامل بحارس الأهلى أحمد عادل عبد المنعم فهو ليس من واجباته الأساسية إحراز الأهداف وإذا كان قد نجح فى ذلك فسيكون مشكورا.. إذن الأزمة ليست فى حازم إمام وإنما فى من وظفه كرأس حربة متأخر مهمته إحراز الأهداف وليس صناعتها كما هو مطلوب من أصحاب هذا المركز.
خلال الشوط الأول لم تظهر أى حسنة لأى لاعب ممن كلفهم حسام حسن بمهام هجومية داخل منطقة جزاء الأهلى، خاصة أنهم جميعا (شيكابالا، حازم إمام، محمد إبراهيم، عمر جابر) لا يجيدون ضربات الرأس أو اقتناص الكرات داخل منطقة الجزاء وتركزت كل مهامها على الاندفاع من الخلف صوب مرمى أحمد عادل، وهو ما لم يؤت ثماره أيضا خاصة فى ظل عدم التفاهم والانسجام بينهم فى أى كرة طوال المباراة، ما تسبب فى ندرة هجومية للزمالك بخلاف الفراغ الكبير الذى حدث فى منطقة خط وسط الزمالك إزاء عدم قدرة الرباعى السابق على الارتداد السريع من الهجوم للدفاع، مما منح حسام عاشور وشهاب الدين أحمد السيطرة على منطقة المناورات رغم مشاركة الأول وهو مصاب وعدم امتلاك الثانى الخبرة الكافية.
طريقة حسام حسن المبتكرة أثرت سلبا على أداء لاعبيه داخل الملعب خلال سير المباراة واقتنعوا تماما بالتعادل دون عدم السعى نحو تحقيق الفوز.. هذا الإحساس تترجم سريعا فى نفوس اللاعبين وهو ما أبرز بقوة اللقطة الذى ظهر فيها عبد الواحد السيد حارس الفريق وهو يحاول إضاعة الوقت قبيل نهاية المباراة دون وجود أدنى حماس لصنع هجمة تساهم فى إحراز هدف للفريق.
حسام حسن كان من الممكن جدا أن يفوز على الأهلى لو أدى مباراة القمة بطريقته العادية دون "فزلكة" وهى اللعب بثلاثى دفاعى فى وسط الملعب مع ثنائى هجومى يساند المهاجم الصريح، خاصة أن ذلك كان سيمنحه السيطرة على وسط الملعب مع إجبار ثنائى دفاع الأهلى شريف عبد الفضيل ووائل جمعة على عدم التقدم وتحقيق المساندة الهجومية من جعل المهاجم الصريح القابع دائما فى وسط ملعب الاهلى.. وكان أيضا سيصنع من المهاجم الصريح محطة ينفذ من خلالها القادمون من الخلف لمرمى الأهلى.. فإذا كان حسام حسن قد صحح خطأه بإشراك أحمد جعفر فى الشوط الثانى إلا أن ذلك قد حدث بعد فوات الأوان وفى وقت كان الأهلى قد استعاد ثقته فى نفسه فى خلال سيطرته على مجريات الأمور فى الشوط الأول على مجاراته والعودة للمباراة من جديد من خلال الارتباك الذى وضح على لاعبيه جراء خطة لم تخطر لهم على بال ويؤدون بها لأول مرة فى مباراة بهذه القوة فى الوقت التى كانت تحتاج هذه الخطة لتدريب كثير وتدريب أكبر.
حسام حسن أراد أن يفوز هو على الأهلى وليس الزمالك، أراد أن يفوز بفكره على الورق دون أدنى اعتبار لقدرات لاعبيه أو اهتمامه بإمكانياتهم. حسام حسن أراد وأراد وأراد.. وفى النهاية لم يفز الزمالك.