ترملت أم رجب عن ولدين وبنت فأقبلت عن أطفالها تجهدهم بالنشأة اللازمة وكانت بداية التضحيات عندها. بدأت تنكب على مكنة الخياطة ليلا نهارا تخيط الثياب للجيران بعد أن تنتهي من أعمال البيت المرهقة لم تكن تشكو لأحد من التعب بل كانت تغمر شفتيها ابتسامة عريضة تخفي بها أوجاعها ومآسيها ولم تكن تخدع لأي ظرف واستمرت على هذا الحال 15 سنة
من هنا بدأت القصة
كان ولدها البكر عقوقا حيث استنكر أمه وترك البيت بأول فرصة له بالعمل أما رجب فقد تربى على قيم زرعتها فيه منذ الصغر راغبة منه أن يكون رجل البيت وخليفة والده و أول شروطها تمثلت في
مغالبة حدود الجسم وصيانة الشرف
قالت له ذات مرة حينما انكسرت يده وكان حينها ابن 10 سنوات "لو رآك والدك تبكي كالنساء لكسر يدك الأخرى؟" إن الرجولة عند هذه المرأة إدراكا للبطولة بتحدي الألم والوجع فالبكاء من شيم النساء على هذا النسق نشأ رجب في رعاية أمه فكانت ترضى عنه وتعتز به كلما رفض الرضوخ لأي كان شاءت الأقدار أن ينظم رجب إلى مجموعة سياسية بعد أن نجح بان يكون رجلا كما تمنته أمه صلبا شجاعا لا يهاب الموت فكان مصيره السجن. وفي قمة حزنها كانت تزور فلذة كبدها تآزره وترفع من معنوياته مواصلة وفاءها للقيمة الأصل التي آمنت بها رغم أنها لم تكن تعرف شيئا عن القضية التي ناضل ابنها من اجلها لكنها كانت تثق به فظل الشرف أرقى من الحرية نفسها بنظرها وابعد من السجن فحرصت على ان يبقى رجب بسجنه ما بقي شرفه نقيا من أي دنس مدركة أن الأقوياء فقط هم القادرين على ذلك فسعت إلى تقوية ولدها في حبسه كانت تبتسم له رغم تكومها لساعات طويلة أما الحبس ورغم ما يلحقها من الحراس من اهانة وأذى وعقبات . كانت تقاوم وتتحدى مؤثرة في ولدها بالمثل السلوكي فيتزود منها بالقوة لأسابيع فكانت تردد بإذنيه " احذر يا بني الحبس ينتهي لكن الذل باقي ... ستمر الايام بسرعة وستبقى مرفوع الرأس دوما " لكن شاءت الأقدار أن تأخذ أم رجب تاركة وراءها عبئا ثقيلا على كاهله سجن وعائلة تنتظر من يعولها ؟ وكان الجبل قد انشق والسند قد فقد؟ تلاشت كل قواه و كسرت منه المقاومة والصمود لتصل به إلى التوقيع على البراءة واعتراف على أصدقاءه وترك السجن أصبح يخجل من النظر لوجهه بالمرآة فقد باع شرفه واستحالت عليه الحياة جحيما اشد من جحيم التعذيب واقوي فالحياة الكريمة لا تجتمع مع الشرف المهدور استسلم للحزن
وانهزم كانسان وانتهى أمره كقضية
عدل سابقا من قبل نسمه حب في 19.11.10 17:51 عدل 1 مرات
فتحى الشبراوى اسرة عروبتنا
موضوع: رد: صمود امراة في وجه الطغيان 19.11.10 14:06
بارك الله فيك نسمه
قصة مؤثرة ومعبرة عن صمود المراة فى وجة الصعوبات
وليتها تكون مثلا للنساء يقتدين بها
نسمه حب ادارة عروبتنا
موضوع: رد: صمود امراة في وجه الطغيان 19.11.10 17:57
فتحى الشبراوى كتب:
بارك الله فيك نسمه
قصة مؤثرة ومعبرة عن صمود المراة فى وجة الصعوبات
وليتها تكون مثلا للنساء يقتدين بها
اخي فتحي زمن الصمود ولى ولم يبقى منه سوى الذكرى نخطها باقلامنا داخل قصص نرويها متمنين لو أن باستطاعتنا ان نكون مثل هذه المرأة متمسكين بقيمنا صائنين لشرفنا تلك هي المرأة العربية شكرا لمرورك اخي الكريم مع التحيه