امتدح الله سبحانة اهل البيت عليهم السلام وايد عملهم الصالح
وان اطلاق (الابرار )(بالجمع مع الالف ولام التعريف )على
فاطمة عليها السلام وعلي والحسن والحسين عليهم السلام
ليكون واضحا انهم عليهم السلام اكمل الابرار وافضل الاخيار وانهم المختارون ممن اختارهم جل وعلا ،وانهم ابرار بصورة مطلقة لا يشركهم في ذلك احد ،وما عداهم ياتي بالدرجة اللاحقة اذا ان عملهم الصالح اللاخرين سيكون نسبيا بالنسبة الى الزمان والمكان الذي يعيشون فية
(يشربون من كاس )
الصالحون والابرار يشربون من كاس ليست الخمر الدنيوي
الذي يؤدي الى السكر وفقدان الوعي بل انهم يشربون من كاس الجنة الذي يزيد من عوامل الذكاء والادراك والمحبة
وقد مزج بالكافور اي كافور الجنة ليصبح ذا رائحة لذيذة .
(عينا يشربون بها عباد الله يفجرونها تفجيرا )
ان تلك العين من الكافور الموجود في الجنة والتي يشرب منها عباد الله ،جارية بحيث يسهل عليهم الشرب منها من اي مكان شاؤوا
روي عن الامام الصادق علية السلام اصل هذة العين في بيت رسول الله (صلى الله علية وسلم )في الجنة ومنها تنحدر المياة وتجري في بيوت الانبياء والمؤمنين
والمراد هنا (بعباد الله)
في هذة الاية ليس العبيد بالخلقة والملك
والا فالجميع هم عباد الله
بل المراد بة العبد بالطاعة والخدمة
اي اولئك الذين بلغوا حد الكمال في اطاعتهم وعبوديتهم لخالق العالم ولما كان علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام في مقدمة العابدين والاكمل من جميع الكاملين في العبودية ،اطلق عليهم في هذة الاية (عباد الله )وهذا مدح عظيم لا يتصورة ما هو اعلى منة .
ثم ذكر ذلك المدح العظيم والتكريم الالهي لهم فقال
(يوفون بالنذر)
اي انهم في مقام الطاعة والعبودية – اضافة لما هو واجب عليهم بموجب الامر الالهي – يعملون في سبيل الله ،وبطبيعة الحال فان الذي يرى بذاتة العمل واجبا ويعمل بذلك فانة اكثر استعداد لاداء ما هو واجب علية ،وهذة شهادة من خالق العالم على شدة انقيادهم واطاعتهم لله تعالى
(ويخافون يوما كان شرة مستطيرا )
في الاية شهادة من الله لهم بالطهارة من الذنوب والعصيان لان من كان دائما في خوف من اهوال القيامة ،يكون بعيدا عن التقرب من الذنوب ،كما انها شهادة الالهية على رسوخ ايمانهم وقوة يقينهم بيوم القيامة ،لان من مسلتلزمات اليقين الصادق بالقيامة الخوف منها .
(ويطعمون الطعام على حُبه مسكيناً ويتيماً واسيراً)
وهذة شهادة ثالثة من خالق الخلق على الصفات الكمالية لجود ورافة وايثار اولئك العظماء بالضعفاء وقد نقل كبار علماء العامة نزول هذة السورة الشريفة في حق اهل البيت وهم عليهم السلام سبب نزولها
