قصتي هي قصة الرجلين التي قصها الله علينا في سورة الكهف وهي من أحب القصص إلي سميتها بهذا لاسم لأنها توضح عجز بعض النفوس البشرية عن فهم الحقيقة وليس فقط ولكن جر من حولهم لنار الدنيا وهي الغيرة ونار الأخرة أعاذنا الله منها وعافنا من هؤلاء البشر
رجلان كمثل كثيرا من الرجال باختلاف القلوب والعقول أبتلي الله أحدهما بالعطاء والأخر بالمنع
فكان من أعطي أعطاه الله بستانين من أعناب واحاطهم الله بنخل وجعل بينهما زرعا وزاد الله العطاء بأن ءاتت كلتا الجنتين ثمرها ولم تنقص منه شيئا وليس إلا ولكن فجر وسطهما نهرا وكان له فوق الجنتين أموال أخري كثيرة فالله هو الغني العزيز
ولأن يدور الحوار بين الرجلين بين العطاء والمنع بين الرضا والجبروت
فقال الذي أعطاه الله لصاحبه: أنا أكثر منك مالا واعز منك أولادا وأعوانا وعشيرة
وهكذا سار هذا المسكين في طريق الكفر ودخل جنته وهو ظالم لنفسه ظلم بين وبدأ الحوار الكفري بثلاث جمل كفريه
1*ما أظن أن تهلك هذه الجنة أبدا لا يعلم أن الذي خلقها أعلم بأجلها
2*وما أعتقد بوجود يوم القيامة والبعث والجزاء غره كرم الله عليه وطول الأمل
3*وما يضحك أنه تراجع وأقر أن هناك رجوع إلي الله ولكن أنها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب فلم يفهمه هذا أن يتوب إلي الله ولكنه تأله علي الله وقال ولأن رددت إلي الله لأجدن خيرا منها مرجعا وعاقبة
فرد صاحبه مسرعا أكفرت وبدأيذكره أولا بسرد النعم الله الذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا تام الرجوله
وثانيا بعدما لم ينفع ولم يحيي القلب الميت تذكير النعم بدأ الصاحب المؤمن بجعله يغار منه بأن قال لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا فوجد أن لم يجدي هذا أيضا فاتجه إلي إخافته علي ما يمتلك من ملك زائل عله يعود فقال هلا اذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لاقوة إلابالله أنت تراني أقل منك مالا وولدا وتعيراني بذلك فعسي ربي أن يرزقني خيرا من جنتك وليس إلاولكن يرسل الله علي جنتك بلاء وهلاكامحسوبا مقدورابما أرتكبت من مخالفات فتصبح جنتك رملا هائلا أو أرضا لانبات فيها يزلق عليها لملامستها أو يصبح ماؤها غائرا ذاهبا في الارض لا تستطيع طلبه
وبعد هذا كله فشلت محاولات الصاحب المؤمن
والله يمهل ولايهمل وإذا أخذ أخذ أخذ عزيز مقتدر فأحاطت الصواعق بثمره فأهلكته
فأصبح يقلب كفيه من الندم علي ما أنفق فيها وهي خالية قد سقط بعضها علي بعض وأخيرا أقر أنه أشرك بالله ولم تكن له من العشيرة والاعوان والاولاد أحد ينصره وما كان منتصرا وفي ذلك المقام مقام الشدائد والمحن النصرة لله تعالي وحده وهو أحسن عاقبة