السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اقبل شهر رمضان واكرمنا الله وبلغنا هذا الشهر الكريم
فقد اتاكم شهر الرحمات شهر العبادات شهر الرحمه والمغفره
فقد فتحت لكم الأبواب، وأقبل عليكم أكرم الضيوف، فبم أنتم مكرموه، وبم أنتم مضيفوه؟ فقد أتاكم يتطلب حق الضيافة، وحسن الإكرام، وقد علمتم أنه لا يريد منكم طعاماً ولا شراباً، ولا يأمل منكم مأوى ولا سكناً، إنه ضيف عزيز، وزائر كريم، أتاكم حاملاً إليكم الرحمات، وجالباً لكم البركات، فلست أدري مِن كرمه: مَن الضيف ومن المُضِيْ
إنه شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ(185)سورة البقرة. إنه شهر التوبة والمغفرة، إنه شهر الصبر والعبادة، إنه شهرٌ محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، اشتهرت بفضله الأخبار، وتواترت فيه الآثار، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ
وقد فرض الله -سبحانه وتعالى- الصوم على هذه الأمة لمقصد عظيم وقد بينه الله تعالى في محكم كتابه أثناء التشريع حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) سورة البقرة، وهذا إيماء إلى الحكمة في مشروعية الصيام، ألا وهي تحقيق التقوى لله من قبل الصائم، وليس الصيام جديداً في عهد البشرية، لا، إنه دربٌ سلكه من قبلنا الصالحون من الأنبياء وأتباعهم.
فهنيأً لكم بهذا الضيف الكريم العظيم
وكل عام وانتم بخير جميعاً