لم يكن يعرف طبيب نادى مند الفرنسى أن ميشيل بلاتينى الذى نصحة ذات يوم بألا يفكر فى لعب كرة القدم لأن بنيته الجسدية ضعيفة وقليلة لا يحتمل المجهود البدنى الذى تتطلبه اللعبة لم يكن يعرف أن هذا اللاعب سيصبح أسطورة خالده فى ذاكرة كرة القدم العالمية والذى يلقبه البعض بملك الركلات الحرة التى كان يتفوق فيها ويراه البعض الآخر أسطورة الكرة الفرنسية بينما يعتبره اخرون ملكا غير متوج خلافا للجوهرة السوداء بيليه .
ولد فى 21 حزيران يونيو 1955 فى جوف فى منطقة اللورين الفرنسية من عائلة إيطالية الأصل
بدايته مع الكرة.
وفي عام 1976 تعاقد الاتحاد الفرنسي مع مدرب جديد للمنتخب هو ميشيل هيدالغو فاحدث الاخير تغييرا جذريا على اغلب عناصر الفريق. وكانت المباراة الرسمية الاولى لهيدالغو ضد تشيكوسلافاكيا سابقا على استاد بارك دي برانس في 27 آذار مارس 1976 فظهرت لاول مرة اسماء جديدة في صفوف المنتخب الازرق امثال بوسيس وسيكس وبلاتيني الذي اكتشف لاول مرة اجواء التشكيلة الوطنية الفرنسية وكانت اللحظة التاريخية في اللقاء وفي حياة بلاتيني الدقيقة الـ37 من المباراة عندما حصل الفرنسيون على ركلة حرة فاراد هنري ميشيل صاحب الخبرة والتجربة في الفريق ان ينبري اليها الا ان بلاتيني اقترب من ميشيل وهمس له في اذنه "مرر لي الكرة وسأسجل" وهو ما حصل فعلا عندها اكتشف الفرنسيون والعالم بزوغ نجم جديد .
أكتشافه ضربات الجزاء.
واعاد العالم اكتشاف بلاتيني مجددا بعد سنتين وايضا بفضل ركلة حرة في مباراة ودية استعدادا لمونديال 1978 في الارجنتين عندما التقى المنتخبان الفرنسي والايطالي في نابولي وحصل المنتخب الفرنسي على ركلة حرة مباشرة فانبرى لها بلاتيني وسددها باتقان عجز الحارس الاسطورة دينو زوف في صدها غير ان حكم المباراة رفض الهدف بحجة ان اللاعب الفرنسي سدد الكرة قبل اشارة الحكم، واعاد بلاتيني الكرة من جديد غير انه فشل في مباغتة زوف. وجاءت الفرصة مرة ثانية عندما احتسب الحكم ركلة حرة جديدة فتولى تنفيذها مجددا بلاتيني وبرغم النصائح والارشادات التي قدمها زوف لمدافعيه عند تكوين حائط الصد ومحاولته اغلاق الزاوية الا ان النجم الفرنسي الصاعد خادع الجميع وتمكن من اسكان الكرة في الزاوية المستحيلة ليؤكد بانه احد افضل من نفذ هذه الكرات الى جانب البرازيليين .
قصته مع الركلات الحرة.
والحديث عن اهداف بلاتيني من الركلات الحرة يطول الا انه يجدر التذكير بذلك الهدف الذي سجله في 28 كانون الاول فبراير 1981 في مرمى منتخب هولندا ضمن التصفيات المؤهلة الى مونديال اسبانيا 1982 والذي كان جواز سفره الى النهائيات اما في صفوف نانسي فكان بلاتيني النجم الاول من دون منازع فكان قائدا وهدافا من الطراز الرفيع وقاد فريقه الى الفوز بكأس فرنسا عام 1978 عندما سجل هدف المباراة النهائية الوحيد في مرمى نيس.
انتقاله الى سانت اتيان.
وفي عام 1979 انتقل النجم الفرنسي الى فريق سانت اتيان العريق في الدوري الفرنسي صاحب الامجاد والذي تمكن من الظفر بلقب الدوري الفرنسي لموسم 81-82 وبدأ مشوار بلاتيني الاوروبي في صفوف سانت اتيان، وعلى الرغم من عدم قدرة الفريق الفرنسي على منافسة فرق اوروبية عريقة كليفربول الانكليزي ويوفنتوس الايطالي الا ان للاعب الفرنسي ذكريات جميلة في كأس اوروبا للاندية ابطال الدوري انذاك كفوز فريقه على ايندهوفن الهولندي بستة اهداف نظيفة والخماسية التاريخية في مرمى هامبورغ الالماني غير ان بلاتيني لم يتمكن حتى عام 1982 من الفوز بأي لقب كبير يليق بسمعته .
المرحلة الذهبية مع اليوفي.
بانضمامه الى فريق " السيدة العجوز" يوفنتوس الايطالي حيث كان الموعد مع التتويجات المحلية والاوروبية فكانت بداية العصر الذهبي لابن فرنسا المدلل، فنال اول لقب اوروبي عام 1984 ضمن منافسات كاس الكؤوس الاوروبية في ذلك الوقت وهي السنة التي حصل فيها على لقب الدوري الايطالي ايضا. وتواصلت بعد ذلك سلسلة الالقاب والبطولات فنال لقب كاس ابطال اوروبا للاندية عام 1985 في المباراة النهائية المأساوية امام ليفربول الانكليزي على ملعب هيسل في العاصمة البلجيكية بروكسل حيث شهدت مدرجات الملعب فوضى عارمة واعمال عنف وشغب تسبب فيها انصار النادي الانكليزي ما ادى الى سقوط 39 ضحية أغلبهم من الايطاليين، غير ان تلك الاحداث لم تمنع زملاء بلاتيني من انتزاع الكأس واهدائها الى ضحايا اعمال العنف هذه علما بانه سجل هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء كما نال بلاتيني مع يوفنتوس لقب "الاسكوديتو" مرتين عامي 1984 و1986 وكأس ايطاليا عام 1983 واذا كانت فرنسا لم تتذوق قبل بلاتيني اي لقب قاري او عالمي فانها تمكنت في عصره وبفضله من التتويج بلقب كأس امم اوروبا عام 1984 التي احتضنتها .
النجومية مع المنتخب.
فرض بلاتيني نفسه نجما لها من دون منازع وكان مايسترو المنتخب وقائده وهدافه في آن حيث سجل 9 أهداف في 5 مباريات، كان اولها في المباراة الافتتاحية امام الدانمارك ثم ثلاثة اهداف في مرمى بلجيكا، حينها فاز المنتخب الازرق بخماسية نظيفة ولقن جيرانه الشياطين الحمر درسا لا ينسى في اللعبة ثم جاء دور يوغوسلافيا في آخر مباريات الدور الاول فكانت النتيجة بلاتيني -3 يوغوسلافيا -1 حيث تمكن من تسجيل اهداف فريقه الثلاثة الاول بتسديدة بالرجل اليمنى الثاني بتسديدة بالرجل اليسرى والاخير برأسية محكمة لتتأهل فرنسا الى الدور نصف النهائي وواجهت فرنسا البرتغال في مدينة مرسيليا الساحلية حيث عانى الفرنسيون الامرين امام زملاء المتألق شالانا الذين تقدموا بهدفين لواحد قبل ان يستسلموا في الوقت الاضافي لارادة النجم بلاتيني الذي قضى على حلم البرتغاليين من جهة وحقق حلما لفرنسا طالما انتظرته بتسجيله للهدف الثالث في الدقيقة 119 وكان المنتخب الفرنسي على موعد مع اسبانيا في المباراة النهائية حتى يكتمل العرس الفرنسي وكان النهائي على استاد "بارك دي برانس" الذي امتلأ عن آخره بالمناصرين يتقدمهم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران وكان لزاما على الجميع انتظار ما ستجود به الرجل الذهبية لملك فرنسا بلاتيني، فلم يخيب الاخير آمال الملايين ومن ركلة حرة ايضا خادع الحارس الاسباني لويس اركونادا ثم اضاف زميله جيرار سولير الهدف الثاني فاهديا اللقب الاوروبي الى المنتخب الازرق لاول مرة في تاريخه.
مأساته على عدم الحصول على كأس العالم.
ولبلاتيني قصة حزينة مع كأس العالم وبقي لقب هذه المسابقة الوحيد الذي ينقص سجله الحافل، وبداية النجم الفرنسي مع كأس العالم كانت في مونديال الارجنتين عام 1978 وكانت بداية متواضعة حيث خرج المنتخب الفرنسي الشاب آنذاك من الدور الاول. وكانت البداية الحقيقية لبلاتيني في منافسات كأس العالم خلال مونديال اسبانيا 1982 حيث واجه المنتخب الفرنسي آلام الاقصاء من الدور نصف النهائي بركلات الترجيح امام المانيا الغربية في مباراة تاريخية بقيت عالقة في أذهان الفرنسيين وبلاتيني حتى الآن. فعلى الرغم من تقدم فرنسا بثلاثة اهداف لهدف في الوقت الاضافي فان الالمان وبارادتهم الفولاذية تمكنوا من التعديل وحسموا المباراة بركلات الترجيح لتخرج فرنسا من الباب الضيق للمنافسة تحمل خيبة كبيرة وهي التي كانت تأمل في التتويج باللقب العالمي لاول مرة في تاريخها خاصة وانها كانت تملك ترسانة من اللاعبين من الطراز العالي كتيغانا وبوسيس وسيكس وتريزوروالقائد بلاتيني بعد خيبة مونديال 1982 تجددت الفرصة لزملاء بلاتيني في مونديال المكسيك 1986 وهو المونديال الذي كان يعقد عليه الفرنسيون آمالا كبيرة لمحو آثار النسخة السابقة. غير ان البداية كانت صعبة ومتواضعة امام المنتخب السوفياتي سابقا الذي تمكن من انتزاع التعادل وتدارك المنتخب الفرنسي الموقف بفوزه على كل من كندا والمجر ليتأهل الى الدور الثاني
وهو الدور الذي تجددت فيه معاناة بلاتيني الذي كان يشكو من إصابة في ساقه اليمنى جعلته يكمل المونديال بساق واحدة ان صح التعبير ففي الدور الثاني واجه المنتخب الفرنسي نظيره الايطالي وعانى كثيرا قبل ان يحسم الموقف لصالحه بهدفين نظيفين كان ثانيهما من توقيع بلاتيني، وفي الدور ربع النهائي التقت فرنسا البرازيل في نهائي قبل الآوان يعتبره النقاد من احسن المباريات في تاريخ كأس العالم حيث شهد 120 دقيقة من افضل ما يمكن مشاهدته في فنون اللعبة. وكانت البرازيل سباقة الى التسجيل بفضل مهاجمها كاريكا غير ان بلاتيني اعاد الامور الى نصابها بتعديله النتيجة، التي بقيت على حالها ليلجأ الفريقان الى ضربات الترجيح التي ابتسمت لفرنسا وسنحت الفرصة امام الفرنسيين للثأر من المانيا في نصف النهائي ايضا لكنها لم تصمد امام زملاء رومينيغيه وسقطت بهدفين نظيفين ليندثر حلم بلاتيني في الظفر بكأس العالم .
حــــصــــولـــه عــلى الــكورة الـــذهـــبـــيــة
نال الكرة الذهبية ثلاث مرات متتالية أعوام 1983و 1984 و1985 وهو انجاز خارق في حد ذاته وكل هذا مع اليوفي
نهايه المشوار.
وأنهى بلاتيني مسيرته في الملاعب وكان مشوارا زاخرا سجل خلاله 368 هدفا في 680 مباراة خاضها منها41 هدفا مع منتخب بلاده وهو رقم قياسي حتى الان و54 هدفا مع يوفنتوس جعلت منه افضل هداف في الكالتشيو 3مواسم متتالية [1982-83 -1983-84، و1984-85] كما ارتدى القميص الدولية 72 مرة