ed[color=black]]البداية
ولد محمد حازم فى السابع من يونيو عام 1960 فى قرية كفر النفرة بالجيزة وكان والده يعمل مدرسا للغة العربية وكانت الاسرة متوسطة الحال ثم انتقلت اسرته بعد مولده بثلاث سنوات الى المنزل الذى عاش فيه حتى وفاته .. فى 11 شارع حسن بهجت فى شبرا وكان ترتيبه فى العائلة الثالث بعد شقيقه الاكبر الدكتور طارق وشقيقه خالد المقيم فى لندن ثم شقيقته الصغرى ..
حازم وسط خطابات معجبيه
عشق حازم الكرة منذ الصغر وكان شقيقه الدكتور طارق نجم الشارع وكان يصحبه معه فى الشوارع المجاورة للعب الكرة وظهر نبوغ حازم الكروى مبكرا واشتهر فى شبرا والاماكن المحيطة وقد لعبت البيئة المحيطة بمحمد حازم فى تكوين شخصيته فكان يتميز بالقيادة والرجولة وكل صفات ابن البلد .
و بعد وفاة والده عام 1975 اصبح حازم من نجوم الاسماعيلى . وكان حازم ودودا حنونا بارا بوالديه واخوته وجيرانه واصدقائه وكل من يعرفهم ويتعامل معهم وكان متدينا يصلى كل الفروض ويقرأ القرأن عقب صلاة المغرب دائما بل كثيرا ما استبعد من التشكيل لاصراره على الصيام فى رمضان وعدم الافطار وكان حازم خفيف الظل ودائما يشيع جوا من المرح وخفة الدم بقفشاته الكثيرة ..
حازم مع زملائه
بدايته مع الكرة وانضمامه للاسماعيلى
فى سنة 1971 وعندما بلغ عمره 11 عاما ذهب حازم لاختبارات الاهلى واختاره عمر ابو المجد ليلعب للاهلى ضمن مدرسة الكرة ولكن صالح يوسف استبعده من الاختبارات لضألة جسمه فذهب الى مقر النادى الاسماعيلى فى مركز شباب الجزيرة فتلقفه مدربو فرق الناشئين فى ذلك الوقت الكابتن عربى واميرو ..
وظل حازم يتدرب مع الاسماعيلى حتى عادت الحياة الى مدينة الاسماعيلية بعد ظروف الحرب والتهجير وعاد الاسماعيلى للتدريب فى الاسماعيلية وكانت كل انشطة النادى فى القاهرة قد توقفت مما دفع حازم الى الانتقال الى الزمالك وكاد يوقع له الا انه رفض وفضل الاسماعيلى الذى كان قد ارتبط به واحبه وبدأ حازم يحضر التدريب فى الاسماعيلية وبدأ طومسون المدرب الانجليزى ان يهتم به ويتابعه وضمه للفريق الاول هو وزميله عماد سليمان وكانت اول مباراة يلعبانها امام السويس فى 17 سبتمبر 1977 بالسويس ثم لعب امام الترسانة وفاز الاسماعيلى 2-1 وسجل حازم الهدف الاول وسجل على ابو جريشة الهدف الثانى وبدأ حازم فى فرض نفسه داخل الملعب وسطع نجمه وما كانت تمر مباراة حتى يسجل او يصنع هدف فكان حازم لاعب هداف فنان فى تمريراته يلعب الكرة من اجل المتعة وكان يمتع كل من يشاهده .
حازم الفنان
ولعب حازم 197 مباراة فى الدورى العام و21 مباراة فى كاس مصر وشارك فى 15 مباراة دولية كما لعب 8 مباريات دولية فى بطولة كاس افريقيا للاندية ابطال الكؤوس .
وكانت اول مباراة له فى كأس مصر امام الاوليمبى وفاز الاسماعيلى 6-1 يوم 10/6/1977 وظل حازم يتالق مع الاسماعيلى فى موسم 76/77 لعب حازم 12 مباراة فى الدورى وسجل هدف واحد وفى موسم 77/78 لعب 23 مباراة وسجل هدف واحد ايضا وفى موسم 78/79 لعب حازم 22 مباراة فى الدورى و5 مباريات فى الكاس ولم يسجل اى اهداف
وفى موسم 79/80 لعب 25 مباراة فى الدورى العام وسجل هدفين وهى الفترة التى كان فيها هدافى الاسماعيلى على ابو جريشة وسيد بازوكا واسامة خليل . وبدات خبرة حازم تكتمل كمهاجم وهداف بداية من موسم 81/82 الذى لعب فيه 24 مباراة فى الدورى ومباراة واحدة فى كأس مصر واصبح هداف الاسماعيلى برصيد 8 اهداف .
وفى موسم 82/83 احرز ايضا 8 اهداف ولكنه لم يلعب سوى 15 مباراة فى الدورى وثلاث مباريات فى الكاس .
حازم كابتن الفريق
وفى موسم 83/84 لعب حازم 16 مباراة فى الدورى ومبارتين فى كاس مصر واحرز هدفين وفى موسم 84/85 فاز حازم بلقب هداف الدورى برصيد 11 هدف فى 18 مباراة بينما سجل هدفا واحد من 4 مباريات فى كاس مصر
وفى موسم 85/86 احتفظ حازم بلقب هداف الدورى برصيد 11 هدف احرزها فى 15 مباراة فقط وسجل هدفا فى كاس مصر فى مبارتين
وفى الموسم الاخير له لم يسجل حازم سوى هدف واحد امام السويس من 4 مباريات لعبها فى بداية موسم 86
وقد سجل حازم طوال حياته الكروية اكثر من 80 هدف فى الدورى والكاس وبطولة افريقيا والمباريات الدولية ولعب بجوار عمالقة الاسماعيلى على ابو جريشة واسامة خليل وسيد بازوكا كما لعب مع حمدى نوح وحمادة الرومى ومحمود حسن
النجم المحبوب
وكانت اخر اهداف حازم هدفه فى السويس فى الدورى العام وهدفه الجميل فى اكرامى حارس الاهلى فى بطولة افريقيا ابطال الكؤوس واخر المباريات التى لعبها كانت امام المحلة بالاسماعيلية وانتهت بالتعادل بدون اهداف .
حازم والمنتخب
فى عام 1980 ضمه الخبير الالمانى هيدرجوت للمنتخب القومى وكان عمره 20 عاما وظل لاعبا لمنتخب مصر حتى اللحظات الاخيرة من حياته ولعب حازم 15 مباراة دولية ومثل مصر لاول مرة فى بطولة البحر المتوسط عام 1983 ثم بطولة كاس الامم الافريقية 1984 واخيرا بطولة الامم الافريقية 1986 .
حازم والمستقبل
حصل حازم على ستة عشر جنيها كاول راتب ثابت له عندما انضم للفريق الاول موسم 76/77 وكان اخر مرتب سوى 4 سنوات فى الملاعب واصبح حازم يفكر كثيرا فى تأمين مستقبله وبدا فى عرض الامر على ادارة النادى وطلب ب ( مقطورة ) حتى يؤمن مستقبله من ايرادها وتوتر موقفه مع الادارة بعد ان تفهمت الادارة خطأ ان حازم يملى شروطه على النادى وتوتر الموقف وتضامن معه بعض الزملاء وابتعد حازم عن الفريق الخمس مباريات الاولى فى الدورى العام 85/86 ولم يستطيع حازم الابتعاد وضحى بكل شيئ وبعد ان يئس من تنفيذ الوعود التى وعده بها البعض بدأ يفكر فى مشاريع اخرى مثل السياحة والدعاية والاعلان
ودخل شريكا بنسبة 10% فى شركة لتوريد الصلصة والمعلبات وساعده فى ذلك احد المدربين بالنادى ولكنه وافته المنية بعد توقيع العقد ب 24 ساعة فقط ..
التالق قبل الرحيل
اتفق خبراء الكرة على ان محمد حازم نجم الدورى العام فى موسم 85/86 وكان قد فاز بلقب هداف الدورى موسمين متتاليين والى جانب تسجيل الاهداف كان حازم يمتع الجميع بلمساته الساحرة وتمريراته الجميلة فقد كان حازم سريع وصاحب لياقة ومهارة عالية وكان ماكينة لا تهدأ ابدا فى الملعب ففى هذا الموسم قدم حازم اداء راقى وخطف للاسماعيلى مباريات كثيرة وتالق فى كل مباراة وكان العامل الرئيسى فى حسم كثير من المباريات وساهم فى وصول الفريق للدور قبل النهائى فى بطولة افريقيا ابطال الكؤوس فقاد الفريق للفوز على فريق عاصفة موكاف بطل افريقيا الوسطى واجتاز مولودية وهران فى الدول ال 16 ورغم هزيمة الاسماعيلى 2-صفر من فرق كلامو بطل زائير الا ان حازم استطاع ان يحول الهزيمة الى نصر بالاسماعيلية ليفوز الاسماعيلى 3-صفر ويصل الاسماعيلى الى الدور قبل النهائى ويقابل الاهلى ويتعادل فى لقاء الذهاب بالقاهرة صفر-صفر ثم فى لقاء العودة يسجل حازم اخر اهدافه وينتهى اللقاء بالتعادل 1-1 ويخرج الاسماعيلى بهدف اعتبارى بعد ان امتع حازم كل جماهير الكرة بفنه واخلاقه فقد كانت هذه المباراة من اجمل مباريات حازم ونال اعجاب كل جماهير الكرة .
السيارة المشئومة
اليوم الاخير
تعادل الاسماعيلى مع المحلة يوم 11/11 بالاسماعيلية وبعد المباراة جلس حازم صامتا فى حجرة خلع الملابس وبجواره عماد سليمان ومحمود حسن ثم توجه الى سيارته الجديدة رقم 318883 ملاكى القاهرة ماركة بيجو 405 وركب معه محمود جابر وعلى اغا حارس المرمى وكان محمود جابر يجلس فى الامام بجوار حازم ولكن طلب منه على اغا ان يركب فى الامام لانه طويل القامة فركب محمود جابر فى الخلف مع فاروق حسنين منظم الابواب بالنادى انطلق حازم بسيارته وقام بتموين السيارة بالوقود ثم دار اخر حديث له مع مرافقيه
حازم : كان نفسنا نكسب النهاردة عشان نتخطى ازمة خروجنا من كاس افريقيا وعشان نرضى الجمهور الوفى اللى حضر المباراة
واستمر الحوار حول المباراة بين رباعى السيارة حتى تقاطع نقطة المروروالاسعاف عن العلامة 45 وبعدها ساد الصمت فى السيارة ..
الجماهير تودع حازم الوداع الاخير
وفى الساعة السادسة واربعين دقيقة تقريبا ومؤشر السيارة يشير الى 90 وعند العلامة 47 من الاسماعيلية فوجئ حازم بسيارة كبيرة بمقطورة تقف على يمين الطريق بدون اضاءة او اشارات وحاول حازم ان يتفاداها فوجد نفسه سيدخل فى جزيرة الرمال فارتد مرة اخرى واختلت عجلة القيادة وانقلبت السيارة الى الجهة اليسرى اكثر من اربع مرات وتنتقل الى الجانب الاخر من الطريق وكانها عائدة الى الاسماعيلية وقد اندفع خارجها بقوة الصدمة حازم وعلى اغا وطار منظم الابواب من الباب الشمال الخلفى بينما ظل فى السيارة محمود جابر متشبثا بالكرسى الامامى بقوة فنجا من الموت باعجوبة توقفت السيارات المارة بالطريق واسرع محمود جابر وهو لا يقوى على السير يبحث عن زملائه فوجد على اغا وفاروق حسنين بين الحياة والموت
الجميع خرج لوداع حازم فى موكب مهيب
وعلى بعد 10 امتار خلف السيارة المهشمة كان يرقد محمد حازم غارقا فى بركة من الدماء وقد فارق الحياة والدماء مندفع بغزارة من انفه واذنه وفمه وجانبه الايسر واستغاث محمود جابر بسيارة اجرة اللاسماعيلية وطلب من صاحبها ابلاغ نقطة الشرطة والاسعاف والتى تبعد مسافة بسيطة عن مكان الحادث ثم جاءت السيارة الاسعاف وقامت بنقل حازم للمستشفى العام بالاسماعيلية فى الساعة السابعة ونقل على الفور على اغا الى غرفة العمليات واجريت له اشعة مقطعية لتشخيص الحالة من اجل علاجه .. بينما نقل جثمان محمد حازم الى المشرحة وبعد بضع دقائق شاع الخبر وملأ انحاء الاسماعيلية وخلال لحظات تجمعت الاسماعيلية بكل مسؤليها وقيادتها وقطاعاتها فى المستشفى
والذهول والصمت فوق وجوه الجميع ثم نقل على اغا الى مستشفى المقاولون العرب ولكنه توفى بعد ايام من الحادث وبات الجمهور الغفير داخل المستشفى بجانب جثمان حازم ..وبعد صلاة الفجر تم نقل جثمان حازم الى جامع المطافى بالاسماعيلية ومنذ الثامنة صباحا توافدت الجماهير الى الجامع وفى التاسعة صباحا كانت الالاف تحيط بالجامع من كل اتجاه وسار الموكب المهيب فى وداع لم تشهده الاسماعيلية سوى مرتين من قبل فى وفاة المرحوم رضا وفى وفاة حسن درويش وبصعوبة بالغة اخترق جسمانه الحشود ووصل الى شارع محمد على حيث استحال استمرار سير الجنازة بسبب تدفق الجماهير رجالا ونساء وشيوخا وبذلت الشرطة جهودا كبيرا لتفسح الطريق للسيارة ليمر الجثمان الى مثواه الاخير بمدافن البساتين ..
سيبقى حازم فى القلب
لقد كان حازم لاعب فنان وكان كابتن الفريق وقائده وكان يحبه الجميع وكان يلعب الكرة من اجل المتعة فهو صاحب لمسات ساحرة وصاحب موهبة نادرة دائما ما كان يتغنى باسمه الجمهور والاغنية المحببة لقلب حازم ( يلا يا حازم صحى النايم حط الكورة جوة الجون )
وفى النهاية نتوجه بالدعاء للراحل حازم بالمغفرة والرحمة اسكنه الله فسيح جناته