أنعش المنتخب اليوناني آماله في بلوغ الدور الثاني (دور الستة عشر) في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا إثر فوزه 2/1 اليوم (الخميس) على نظيره النيجيري باستاد "فري ستيت" في مدينة بلومفونتين وذلك في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة.
ووجه المنتخب اليوناني صفعة قوية إلى نسور نيجيريا الذين لعبوا بعشرة لاعبين فقط بعد طرد اللاعب ساني كايتا في الدقيقة 33 من المباراة للاعتداء على أحد لاعبي اليونان بدون كرة.
واستغل المنتخب اليوناني النقص العددي في صفوف منافسه ونجح في تحويل تأخره بهدف إلى فوز ثمين أنعش به آماله في بلوغ الدور الثاني بينما تقلصت فرصة النسور النيجيرية في الوصول للدور الثاني.
وأحرز المنتخب اليوناني أول ثلاث نقاط له في بطولات كأس العالم كما سجل اليوم أول هدفين له في تاريخ البطولة.
وكانت مشاركته السابقة في بطولات كأس العالم عام 1994 بالولايات المتحدة حيث خسر مبارياته الثلاث في البطولة ولم يسجل أي هدف بينما اهتزت شباكه بعشرة أهداف.
كما خسر الفريق مباراته الأولى في البطولة الحالية أمام منتخب كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين.
وفي نفس الوقت احتل المنتخب اليوناني المركز الثالث في مجموعته برصيد ثلاث نقاط وبفارق الأهداف المسجلة فقط خلف نظيره اليوناني بينما يتصدر المنتخب الأرجنتيني المجموعة برصيد ست نقاط ويقبع المنتخب النيجيري في القاع بلا رصيد من النقاط.
وتقدم المنتخب النيجيري بهدف سجله كالو أوتشي في الدقيقة 16 ورد المنتخب اليوناني بهدفين سجلهما سديمتريوس سالبينجيديس وفاسيليس توروسيديس في الدقيقتين 44 و71.
يصبح المنتخب النيجيري بتلك الهزيمة على أعتاب الخروج من المونديال، بعدما تلقى خسارتين متتاليتين، فيما ينعش المنتخب اليوناني آماله بفوزه وبحصوله على أول ثلاث نقاط في تاريخه بالمونديال.
تقدم نيجيري
وتقاسم المنتخبان الشوط الأول لعبا ونتيجة حيث شهد هذا الشوط تباينا تاما بين أداء الفريقين قبل وبعد الدقيقة 33 التي كانت نقطة التحول في هذا الشوط حيث سيطر المنتخب النيجيري تماما على مجريات اللعب قبلها ثم تحولت السيطرة بعدها للمنتخب اليوناني.
وبدأت المباراة بسيطرة واضحة للمنتخب النيجيري على مجريات اللعب حيث تناقل لاعبوه الكرة بثقة ومرونة بينما وضح الارتباك على لاعبي اليونان.
رغم ذلك لم تشهد الدقائق الأولى خطورة حقيقية على المرمى اليوناني حيث كانت السيطرة النيجيرية في وسط الملعب ودون تشكيل إزعاج أو خطورة على المرمى اليوناني.
وعلى عكس سير اللعب، كانت التسديدة الأولى في اتجاه المرمى من نصيب المنتخب اليوناني حيث لمح لاعبه كونستانتينوس كاتسورانيس حارس المرمى النيجيري فينسنت إنييما متقدما في الدقيقة 12 فلعب كرة طويلة ساقطة في اتجاه المرمى ولكن إنييما تصدى لها وأمسكها بثبات.
ونال سوكراتيس باباستاتوبولوس لاعب المنتخب اليوناني إنذارا في الدقيقة 15 للخشونة مع بيتر أوديمونجي.
بمرور الوقت، بدأ المنتخب النيجيري محاولات هجومية أكثر فعالية، وسدد لاعبه كالو أوتشي ضربة حرة في الدقيقة 16 مرت من الجميع وخدعت الحارس اليوناني ألسكندروس تزورفاس وسكنت الشباك على يساره ليكون هدف التقدم لنسور نيجيريا.
منح الهدف لاعبي المنتخب النيجيري ثقة كبيرة فكثفوا محاولاتهم الهجومية ولكنها لم تسفر عن شيء بينما باءت محاولات المنتخب اليوناني بالفشل في ظل يقظة الدفاع النيجيري بقيادة تايي تايو الذي أخرج الكرة إلى ضربة ركنية في الدقيقة 31 إثر هجمة خطيرة للمنتخب اليوناني.
طرد كيتا "القاتل"
وفوجئ لاعبو المنتخب النيجيري وسط سيطرتهم على مجريات اللعب بالحكم الكولومبي أوسكار رييز، الذي أدار اللقاء، يشهر البطاقة الحمراء مباشرة في وجه اللاعب ساني كايتا في الدقيقة 33 لاعتدائه على اليوناني فاسيليس توروسيديس بدون كرة بعد خروج الكرة من الملعب.
وكانت هذه الواقعة هي نقطة التحول في مجريات اللعب حيث فرض المنتخب اليوناني سيطرته المطلقة على المباراة وحاصر المنتخب النيجيري داخل منطقة جزائه خاصة بعد نزول اللاعب جورجيو ساماراس في الدقيقة 37 بدلا من باباستاتوبولوس.
وتوالت الفرص الضائعة للمنتخب اليوناني إما للتسرع من جانب لاعبيه أو للتكتل الدفاعي من نسور نيجيريا.
وشهدت الدقيقة 39 فرصة خطيرة للمنتخب اليوناني عبر اللاعب سالبينجيديس ولكن داني شيتو أبعد الكرة في الوقت المناسب وسددها تيوفانيس جيكاس مجددا ولكن الحارس النيجيري أخرجها ببراعة إلى ضربة ركنية لم تستغل.
وسدد ساماراس كرة بصعوبة بالغة من مسافة قريبة للغاية من المرمى ولكن الأرض انشقت عن اللاعب النيجيري الشاب لوكمان هارونا الذي أبعد الكرة من على خط المرمى.
ولكن المنتخب اليوناني نجح في تسجيل هدف التعادل الثمين قبل نهاية الشوط إثر هجمة خطيرة تهيأت أمام سالبينجيديس المندفع من الخلف ليسددها من حدود منطقة الجزاء قوة لتصطدم بالقدم هارونا وتكمل طريقها إلى داخل الشباك في الزاوية البعيدة عن إنييما ليكون هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول.
ةإنييما يواجه طوفان اليونان
مع بداية الشوط الثاني دفع المدرب السويدي لارس لاجرباك المدير الفني للمنتخب النيجيري بلاعبه تشينيدو أوباسي بدلا من بيتر أوديمونجي.
ونشط أداء الفريقين في بداية الشوط الثاني حيث سعى كل منهما إلى تسجيل هدف التعادل وتصدى الحارس النيجيري لفرصتين من المنتخب اليوناني في أول دقيقتين.
وشهدت الدقيقة 48 هجمة رائعة للمنتخب النيجيري أنهاها أوتشي بتسديدة ساقطة من زاوية صعبة للغاية أخرجها الحارس اليوناني ببراعة إلى ضربة ركنية لم تسفر عن شيء.. ورد كاراجونيس بتسديدة قوية من مسافة بعيدة علت العارضة بقليل.
وتصدى إنييما لضربة رأس قوية من سوتيريوس كيرياكوس إثر هجمة يونانية خطيرة أخرى.
وأجرى لاجرباك تغييرا اضطراريا في الدقيقة 55 بنزول أوا إتشجيلي بدلا من تايي تايو المصاب.
وشهدت الدقيقة 59 قمة الإثارة بعد هجمة يونانية خطيرة أنهاها جيكاس غير المراقب بتسديدة قوية من مسافة قريبة وتصدى لها الحاري النسجيري وارتدت الكرة سريعا لهجمة نيجيرية انفرد بها إيوجبيني وسدد الكرة قوية تصدى لها الحارس اليوناني وارتدت إلى أوباسي المنفرد تماما ولكنه أودعها بغرابة شديدة خارج المرمى الخالي من حارسه.
بعدها تبادل الفريقان الهجمات ولكن ظل المنتخب اليوناني هو الأكثر والأخطر هجوما وكاد يسجل هدف التقدم أكثر من مرة ولكن الدفاع النيجيري وحارس مرماه كانوا بالمرصاد لهجمات اليونان.
وتألق إنييما بشكل رائع في الدقيقة 68 وتصدى لضربة رأس متقنة من ساماراس ليمنع هدفا أكيدا.
ولكن توروسيديس منح المنتخب اليوناني هدف التقدم في الدقيقة 71 بعد ضربة ركنية ارتدت إلى خارج منطقة الجزاء ليسددها تزيولوس قوية تصدى لها الحارس النيجيري ولكنها تهيأت أمام توروسيديس المتحفز ليضع الكرة في الشباك بسهولة.
وواصل المنتخب اليوناني سيطرته التامة على مجريات اللعب وسدد كاراجونيس كرة صاروخية في الدقيقة 75 مرت بجوار القائم ورد عليها إيوجبيني في الدقيقة التالية بتسديدة مماثلة مرت بجوار القائم أيضا.
وسدد كاراجونيس كرة أخرى في الدقيقة 77 تصدى لها إنييما بصعوبة.
وعلى الرغم من التغييرات التي أجراها مدربا الفريقين لم تشهد الدقائق الباقية في المباراة أي جديد حيث ظلت الهجمات المتواصلة من المنتخب اليوناني ولكنها لم تسفر عن مزيد من الأهداف