الإنترنت وأثره في نشر الدعوة الإسلامية والـدفــاع عن الإســـلام
قلم الدكتور عبد الرحيم الشريف
منذ أن خلق الله تعالى الإنسان وهو يعيش في مجتمع يضم بني جنسه،
يؤثر بهم، ويتأثرون به.. فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه.
ومن الغرائز التي وضعها الله تعالى في الإنسان:
غريزة محاولة جذب الآخر إليه، وإقناعه بما يحمل من أفكار..
فتزيد القواسم المشتركة بينهما.
لذا، استخدم الإنسان كل ما يسره الله تعالى ووضعه بين يديه من
وسائل للاتصال
؛ ليؤثر بغيره ويقنعهم بأهمية وخير ما يحمل من أفكار ومعتقدات.
فغاية أي وسيلة اتصال: نقل فكرة من شخص (أو مجموعة أشخاص) إلى الآخرين.
لذلك سعى الإنسان منذ قديم الزمان إلى استخدام أسلوب الدعاية
، التي في جوهرها: عملية إقناع منظمة. إقناعٌ للناس بأن
يفكروا ويسلكوا طريقة معينة[1]
وقد ظهرت في عصرنا الحديث وسائل اتصال عديدة، لو أخبِر
بها أجدادنا لعدُّوها ضرباً من الخيال المستحيل، فالهاتف والرائي
والمذياع والحاسوب، جعلت الاتصال بالناس أمراً يسيراً، والتأثير
بعقولهم وبث الأفكار فيها عملية عادية رتيبة، لا تحتاج كثير
صعوبة أوعناء، كما كانت في السابق.
وقبل حوالي عشر سنوات، انتشرت الشبكة العنكبوتية التي أذهلت العالم..
شبكة الإنترنت.
فما الإنترنت؟ وما مراحل تطوره؟ وما الفائدة منه؟ وما أشهر مواقع
الإنترنت العربية الإسلامية وغير الإسلامية، التي تُعنى بدراسة القرآن الكريم؟
تلك الأسئلة وغيرها ستتم الإجابة عليها في هذا التمهيد، بإذن الله تعالى.
أولاً: تعريف الإنترنت: [2]
كلمة (Internet) هي اختصار للتعبير
(Interconnected Networks)
وتعني: " ترابط بين الشبكات "، وبعبارة أخرى "
شبكة الشبكات "؛ حيث يتكون الإنترنت من عدد كبير من شبكات الحاسب المترابطة والمتناثرة في أنحاء كثيرة من العالم. ويحكم ترابط تلك
الأجهزة وتحادثها اتفاقية موحدة تسمى اتفاقية تراسل الإنترنت، واختصارها
(TCP / IP).
ويمكن الوصول إلى الشبكة العالمية بسهولة، من خلال المؤسسات
المشتركة بخدمة الإنترنت والمدارس والجامعات..
كذلك مقاهي الإنترنت العمومية، وحتى داخل المنزل.
فما على من يريد ذلك سوى توفير توفير: جهاز حاسوب قادر
على الاتصال بالشبكة، خط هاتف، اتفاقية اشتراك من أحد
مزودي الخدمة.بإحدى طريقتين: