"الطبع يغلب التطبع": مثل مصري شائع.. قفز إلي ذهني وأنا أقلب أفكاري لأكتب عن مباراة القمة غداً بين الأهلي والزمالك.. وهذا المثل يؤكد حقيقة مهمة وهي أن تصرفات الإنسان يتحكم فيها طبعه وطبيعته. والحمد لله فإن طبع المصريين وطبيعتهم تميل إلي الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف في كل شيء.. في الدين والسياسة والرياضة.. لكن ظهرت في السنوات الأخيرة بعض الأمثلة الصارخة للتطرف والتعصب المقيت في العديد من نواحي الحياة والنشاطات السياسية والفنية والرياضية وهي ظاهرة دخيلة علي مجتمعنا اكتسبها قلة وتطبعوا بها.. ويظهر هذا التعصب بشكل صارخ في المباريات الرياضية خاصة مباريات القمة بين الأهلي والزمالك حتي لو كانت في تنس الطاولة!!
وبمناسبة مباراة القمة غداً والتي سبقتها ظروف صعبة وغير طبيعية تكاد تحولها من ساحة للمنافسة الرياضية الشريفة إلي ساحة للتطرف بسبب أخطاء فادحة لبعض الحكام وتصرفات طائشة لبعض اللاعبين والإداريين وغياب صوت الحكمة والعقل إلا من القليلين الذين حاولوا خلال الأيام الماضية- ومازالوا يحاولون- إنقاذ هذه القمة من الدمار والفشل!!
إننا يا سادة يجب أن نعود إلي طبعنا وطبيعتنا وهي الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف.. يجب أن نعود إلي الأيام الجميلة والتي كنا نلتف فيها جميعا حول علم مصر الذي ارتفع في شرفات المنازل وعلي السيارات وفي المدرجات ليس في المباريات الدولية لمنتخبنا ولكن أيضا في كل المباريات المحلية.
إن مباراة القمة غداً يجب أن تكون تحت شعار "في حب مصر" وتحت علم واحد هو "علم مصر".. ولحسن الحظ أن علمنا به اللون الأحمر لون العلم الأهلاوي.. واللون الأبيض لون العلم الزملكاوي.
إن جماهيرنا العظيمة والواعية والتي أظهرت كل مشاعر الحب والولاء والانتماء للمنتخب في تصفيات كأس العالم الأخيرة.. يجب أن تمتد مشاعرها الجميلة إلي مباراة القمة وتؤمن بالتشجيع المثالي والروح الرياضية ونريدها أن تشجع وتساند فريقها بكل قوة دون أن تتعرض للجمهور أو الفريق المنافس.. نريدها أن تضرب المثل والقدوة في النظام والالتزام وتسهل مهمة الأمن.
ونريد من اللاعبين الالتزام والانضباط الأخلاقي.. قبل الالتزام بخطة وطريقة اللعب.
نريد منهم أن يقدموا مباراة مثالية في المهارة والفن والأخلاق لأن لاعبي الأهلي والزمالك هم القوة العظمي في المنتخب.. والجماهير في العالم العربي وكثير من دول العالم تترقب هذه المباراة.. لتري ماذا سيفعل أبطال الأهلي والزمالك ومعظمهم من أبطال المنتخب الذين أبهروا العالم بعروض متميزة في كأس الأمم الأخيرة بأنجولا ومن قبلها في بطولة القارات.
نريد من الإعلام المقروء والمسموع والمرئي أن يتناول المباراة بكل موضوعية وبهدوء وأن يركز في المقام الأول علي الروح الرياضية والتشجيع المثالي وحبذا لو خرج المسئولون واللاعبون في الناديين مع كل وسائل الإعلام للتأكيد علي هذه المعاني لتخرج مباراة القمة في أبهي وأجمل صورة تعكس حضارة المصريين وبما تحمل كلمة حضارة من معاني سامية وجميلة.. وحتي تكون مصر هي الفائزة في النهاية.
