الخسائر الضخمة للاقتصاد المصري على مدار
الأيام الماضية تجاوزت كل ماهو معقول أو متوقع منذ بداية الأزمة وحتى الآن
.. وطالت يد الخسائر والتدهور العديد من قطاعات ومجالات الدولة مع الأخذ في
الاعتبار اختلاف الطبيعة والتأثير .. وفي الرياضة لم تقل الخسائر بأي حال
من الأحوال بالنظر إلي توقف الحياة تماما في الملاعب المصرية والأندية
والاتحادات .. وفرمانات إلغاء البطولات والدورات الدولية التي كان مقررا
إقامتها في مصر على مدار الأيام الماضية .. "الجمهورية" تلقي الضوء على
مجموعة من الخسائر الضخمة للرياضة المصرية منذ 25 يناير وحتى يومنا .. وما
يندرج تحت بند الخسائر في الفترة المقبلة ويتأثر به مستقبل الرياضة المصرية
..
** في البداية .. خيمت الأحداث كثيرا على تحركات ملف دورة البحر
المتوسط وملف الأسكندرية 2017 .. وهو السباق التنظيمي الكبير الذي تخوضه
مصر بعد ملف مونديال 2010 وما ارتبط به من مشاكل وحقائق وأزمات انتهت إلي
ما أطلقنا عليه "أزمة صفر المونديال" .. فما حدث في مصر على مدار الفترة
المقبلة سيؤثر بالطبع على الصورة الذهنية للملف المتوسطي رغم أهميته
وحيويته .. وعلى الرغم من التدابير والتحركات التي سبقت الأزمة واتخذها
أعضاء الملف وأعضاء لجنة الترويج إلا أن الأحداث عطلت كل هذه التحركات
وتركت انطباعا سيئا لدي البعض .. وهو ما سيكلف اللجنة أو غيرها من الهيئات
المرتبطة بالملف والفكرة الكثير في سبيل التغلب على هذه الآثار السلبية ..
** في نادي الزمالك .. تضرر النادي كثيرا من الأزمة وفي أكثر من مجال
.. تعرضت مئويته إلي هزة عنيفة بعد أن ضربت الأحداث كل البرنامج الذي كان
محددا له يناير الماضي والاحتفالية الكبري لتكريم رموز النادي في الأسبوع
الحالي .. وهو الحفل الضخم الذي استغرق وقتا طويلا من لجنة المئوية وشهد
العديد من الخلافات والأزمات .. وامتدت الخسائر لتشمل مباراة العودة أمام
أولنزي ستارز الكيني وما تشمله من إيرادات كانت منتظرة للقلعة البيضاء في
اللقاء بعد أن ضمن الفريق التأهل إلي الدور التالي .. وانتظار جهازه الفني
ولاعبيه الاحتفال بالانطلاقة القوية في ستاد القاهرة وأمام عشرات الآلاف من
الجماهير البيضاء ..
(ملايين حمراء)
** تجاوزت خسائر النادي الأهلي عدة ملايين من الجنيهات بعدما توقفت
جميع الأنشطة داخل جدران القلعة الحمراء ومشاركات فرق النادي في مختلف
المنافسات الداخلية والخارجية.
من المؤكد أن نصيب الأسد من هذه الخسائر يأتي من الفريق الأول لكرة
القدم بالنادي حيث لن يكون بمقدور النادي التملص من دفع رواتب الجهاز الفني
للفريق والتي تصل إلى مليون ونصف المليون جنيه في الشهر إضافة إلى رواتب
اللاعبين والتي قد تصل بهذا المبلغ إلى مليوني جنيه.
إلى جانب الخسائر المالية الناجمة عن الرواتب والخسائر الرياضية
الناتجة عن ابتعاد الفريق عن التدريبات، تكبد النادي خسائر فادحة من عدم
خوضه للمباراتين أمام اتحاد الشرطة وطلائع الجيش ويبدو من الصعب أن يخوض
مباراته التالية أمام المصري والمقررة يوم السبت المقبل حيث لم يتوقف حظر
التجول حتى الآن نظرا لاستمرار اعتصام المحتجين بميدان التحرير وتوقف
الحياة بشكل كبير في العديد من مناطق مصر.. وبالتالي افتقد الأهلي فرصة جني
مبالغ طائلة من حصيلة بيع التذاكر ومن حقوق البث التليفزيوني.
من ناحية أخرى، مازال النادي الأهلي مطالبا بدفع مبالغ طائلة إلى
رياضييه في مختلف اللعبات سواء كرواتب للاعبين أو لأعضاء الأجهزة الفنية
رغم عدم وجود تدريبات في مختلف هذه اللعبات.
إضافة إلى ذلك، ينتظر أن يتكبد النادي خسائر أخرى من تخفيض مبالغ حق
الاستغلال التي يحصل عليها من المنتفعين من المطاعم والمرافق الخدمية
الأخرى في النادي نظرا لتقليص عدد ساعات العمل في النادي نتيجة حظر التجوال
بالإضافة لضعف إقبال الأعضاء على الحضور للنادي بسبب حظر التجوال وتوقف
العديد من أنشطة الحياة سواء الرياضية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
لذلك تقدر خسائر النادي بملايين عديدة وستزداد الخسائر في حالة
استمرار الاعتصام خاصة وأن النادي لا يتجزأ عن الحياة العامة في مصر وهذه
الخسائر ستثقل كاهل النادي في الفترة المقبلة.
( مرتبات الخواجات)
** لم تسلم الأندية المصرية من الخسائر المالية .. وتعتبر الأندية التي
يقودها مدربون أجانب هي الأكثر تضررًا من الناحية المالية..حيث إنهم
يتقاضون أموالاً طائلة بالعملة الصعبة دون أن يؤدوا أعمالهم حيث إن أغلبهم
الآن خارج البلاد..وبنظرة سريعة إلي هؤلاء المدربين سنجد أن البلغاري
مالدينوف المدير الفني لإنبي والذي يتقاضي حوالي 23 ألف دولار شهريا من
المدربين الذين غادروا البلاد بعد نشوب الأزمة وترك المسئولية لمعاونه
الكابتن محمود صالح..ولم يحدد حتي الآن موعد حضوره للقاهرة .. ومن هذا
المنطلق دخل إنبي في قائمة الأندية التي تكبدت خزائنها أموالاً لاسيما وأن
مواردها من إقامة المباريات والإعلانات والبث الفضائي توقفت تماما..ونفس
الحال ينطبق علي الإسماعيلي والذي يعتبر من الأندية الخاسرة خاصة وأنه كان
يعتمد في موارده علي الإقبال الجماهيري لمبارياته في الدوري وهي ما فقده
المجلس الآن بسبب توقف الدوري وهو ما زاد من الأزمة المالية الطاحنة التي
يتعرض لها الفريق..ومازال يتحمل المجلس راتب الهولندي مارك فوتا والذي يقدر
بحوال 25 ألف دولار .. فضلا عن دفع مرتبات اللاعبين دون أن يحصل المجلس
علي أي عائد.
ودخل المصري البورسعيدي في الأزمة خاصة وأن مدربه السويسري ألان جيجر
والذي غادر البلاد منذ الأزمة .. ولم يتحدد موعد حضوره للقاهرة..وهو ما
يعني أن الخواجه يحصل علي راتبه الذي يصل لحوالي 30 ألف دولار دون أن يقوم
بعمله وهو ما قد يؤثر علي الفريق..ويعتبر المصري أيضا حاله مثل حال
الإسماعيلي في أنه يعتمد علي موارده من عائد بيع التذاكر للجماهير..ومن
بين المدربين المستفيدين من هذه الحاله هو البلجيكي والتر ميوس .. والذي
يحصل علي 18 ألف دولار شهريا .
** توقفت الحركة داخل اتحاد الكرة تماما .. وأصبح حاله مثل حال أغلب
الشركات الخاصة والعامة في تعطل مواردها التي تعتمد عليها..حيث فقد اتحاد
الجبلاية ملايين الجنيهات..طوال الأزمة الحالية..وتعتبر من أبرز الخسائر
إلغاء مباراة منتخبي مصر وأمريكا والتي كانت من المتوقع أن تعود بأموال
طائلة علي الاتحاد من نظير البث الفضائي والإعلانات وأيضا تذاكر الجماهير
الغفيرة التي كانت من المتوقع أن تحتشد في مدرجات استاد القاهرة
الدولي..فضلا عن خسائر بالجملة من العائد المالي الذي يحصل عليه من مباريات
الدوري والمتعلقة في الغرامات التي توقع علي الأندية .. فضلا عن تراجع
الشركات عن كراسة المزايده
(خسائر بالجملة)
** قررت جميع الاتحادات الرياضية المصرية وقف جميع النشاطات الرياضية
الداخلية منها و الخارجية حتى تهدأ الأوضاع في مصر..وكانت أولى البطولات
التي تم إيقافها إلى أجل غير مسمى هي بطولة الدوري العام المصري لكرة القدم
والتي تحظى بشعبية كبيرة لدى الشعب المصري .. نظرا لأن كرة القدم كانت هي
فرحة الشعب المصري في الآونة الأخيرة.
كما اضطر نادي الزمالك إلى إلغاء البطولة الدولية لكرة السلة التي كان
ينظمها النادي احتفالا بمئويته.. وكان من المقرر أن يشارك في هذه البطولة 8
فرق من الأندية العربية .. وكانت كل الأندية المشاركة قد قامت بدفع مبلغ
50 ألف جنية قيمة رسوم الاشتراك في البطولة .. مما وضع نادي الزمالك في
أزمة حقيقية خاصة وأن النادي يمر بأزمة مالية كبيرة.
كما قام اتحاد الكرة الطائرة بإلغاء البطولة العربية للطائرة للآنسات
والتي كان من المقرر لها أن تقام في الإسكندرية بصالات نادي سموحة في
الفترة من 29 يناير و حتى 8 فبراير الحالي.
و تجدر الإشارة في الاتحاد المصري للسباحة إلى إلغاء البطولة العربية
للسباحة المقرر إقامتها 15 فبراير الجاري .. بسبب الظروف الحالية في مصر.. و
كان الاتحاد المصري للرماية قد قرر تأجيل بطولة الجائزة الكبرى و التي كان
من المقرر أن يستضيفها نادي الصيد..
كما اضطر اتحاد الجودو و السومو المصري إلى إلغاء سفر بعثة المنتخب
الأول للجودو التي كان من المقرر لها أن تشارك في ثلاث بطولات مؤهلة
لأوليمبياد لندن 2012 وهى بطولات الجائزة الكبرى و كأس العالم و الأساتذة و
المقرر إقامتها بفرنسا و انجلترا و المجر خلال الشهر الجاري.
و لم تكن هذه البطولات هي الوحيدة التي تجمدت .. فجميع بطولات
الجمهورية للألعاب الفردية و الجماعية قد تم تأجيلها لأجل غير مسمى.. ..
فاتحاد الريشة الطائرة كان من المقرر أن يقيم بطولة الجمهورية للناشئين تحت
15 عاما و العموم خلال هذا الشهر .. و لكن تم تأجيل هذه البطولات لحين
تحسن الأوضاع داخل مصر .
(مواقع وإصدارات)
** تأثرت العديد من المواقع الرياضية الأليكترونية وبعض الصحف المتخصصة
في المجال الرياضي كثيرا بالأحداث التي تعيشها مصر في الفترة الأخيرة حيث
إن الغالبية العظمى من تلك المواقع تصدر من مصر الأمر الذي أدى إلى خسائر
فادحة في تلك المواقع والصحف المتخصصة.
وتضررت عدة مواقع رياضية من قطع وسائل الاتصال في مصر نتيجة المظاهرات
التي نظمها آلاف المصريين وذلك كون مقار تلك المواقع في القاهرة.
واعترف بعض رؤساء المواقع الرياضية أن الخسائر الناتجة عن قطع الإنترنت
في مصر منذ 28 يناير وعلى مدار خمسة أيام أثر بالسلب على نشاط تلك المواقع
وكلفها مبالغ مالية طائلة قد تصل إلى آلاف الدولارات .
وأصبحت تلك المواقع بحاجة إلى سنوات طويلة لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها نتيجة انقطاع الإنترنت .
وهو نفس الحال بالنسبة للصحف الرياضية المتخصصة التي تكبدت خسائر مالية
فادحة أيضا نظرا لانشغال القراء بالأوضاع الراهنة التي تعيشها مصر في
الفترة الأخيرة من تظاهرات بالإضافة إلى تجمد النشاط الرياضي المصري وتوقف
الدوري العام وكذلك التدريبات الأمر الذي أثر بالسلب على إيرادات تلك الصحف
الرياضية المتخصصة.
