أكد نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان أن الرئيس حسني مبارك لا يسعي لإعادة الترشح مرة أخري للانتخابات الرئاسية القادمة. وأنه عاش علي أرض مصر ولن يغادرها.
وحول المحادثات التي أجراها مع الإدارة الأمريكية بشأن انتقال السلطة. قال سليمان في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" الأمريكية أذاعتها أمس إن "المكالمة كانت مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وناقشنا هذا الأمر ولكنها لم تطلب أن يتنحي الرئيس مبارك الآن.. ولكني أبلغتها بأن هناك عملية تجري وفي نهايتها سيترك الرئيس منصبه.
أشار إلي أن جزءاً صغيراً فقط من الشعب المصري يرغب في رحيل الرئيس مبارك علي الفور.. وقال "هناك عدد قليل من الأشخاص يطالبون بذلك.. وهذا أمر ضد ثقافتنا. نحن نحترم رئيسنا ونحترم آبانا ونحترم الشخص الذي يعمل لصالح بلده كما عمل مبارك".
ورداً علي الاتهام بتجاهل مطالب المتظاهرين. قال نائب رئيس الجمهورية إن خطاب الرئيس مبارك يوم الثلاثاء الماضي كان محاولة للرد بشكل إيجابي علي مطالبهم.
أضاف "أن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن نقدمه لأن الوقت محدود.. نحن لدينا 210 أيام فقط حتي الانتخابات الرئاسية. ولا يمكن أن نفعل أكثر من ذلك. سنعمل علي إصلاح الدستور الذي سيستغرق أكثر من ثلاثة أشهر".
بسؤاله هل شعر بأن الولايات المتحدة الأمريكية خانت رئيسه قال عمر سليمان إن "ما أسمعه من أوباما هو أنه يدعم الشعب المصري.. الرئيس أوباما أبلغ رئيسنا بأنه رجل شجاع".
وفيما يتعلق باندلاع مظاهرات مماثلة في تونس أدت إلي فرار رئيسها "زين العابدين بن علي" وعائلته إلي خارج البلاد. تعهد سليمان بأن هذا الأمر لن يحدث في مصر. مشيراً إلي أن الرئيس مبارك ليست لديه نية لمغادرة بلاده.
قال "إن مصر لن تكون مثل تونس بأي شكل من الأشكال.. إن الأمر مختلف.. إن رئيسنا مقاتل.. عاش علي أرض مصر وسيموت علي هذه الأرض".
وبسؤاله ما إذا كانت مصر ستظل تدعم اتفاقية السلام مع إسرائيل. قال نائب رئيس الجمهورية "نعم ستكون هناك اتفاقية سلام.. وسنحافظ عليها بشدة ولن ننتهكها أبداً".
وحول مهاجمة المتظاهرين المؤيدين للرئيس مبارك للمتظاهرين المناوئين للحكومة. قال سليمان "إنه من السييء أن نري هذا الأمر لأننا لم نر مثل ذلك من قبل.. من الناحية العاطفية فإنهم توجهوا إلي الشوارع للتعبير عن مشاعرهم لرئيسهم.. ولم نعرف لماذا اتجهوا إلي ميدان التحرير".. وأضاف أنه يعتقد بأن المتظاهرين من مجتمعنا. وليسوا أجانب. ولكن من المؤكد أن هؤلاء الأشخاص مدعومون من أجانب.
نفي مقتل أي شخص سواء كان متظاهراً أو غيره ببندقية أو قناصة. لافتاً إلي أن المجموعة المؤيدة للرئيس مبارك تصرفت علي نحو جيد.
أضاف "نحن نعتذر للشباب. لكن في الوقت نفسه يجب علينا أن نعرف من يقف وراء هذا الأمر بالضبط". وأكد مجدداً ما قاله مسئولو الجيش المصري في التليفزيون المحلي منذ عدة أيام بأن الحكومة لن تستخدم الجيش ضد شعبها حتي في هذه اللحظات العصيبة.
قال نائب رئيس الجمهورية "إننا لن نستخدم العنف ضدهم ونطالبهم بالعودة إلي منازلهم. ولكن لن ندفعهم للعودة إليها".
أشار إلي "أنه في بلد تعتمد علي السياحة مثل مصر. فإن هذه الاحتجاجات تضر بشدة بالشعب المصري واقتصاد البلد". مقدراً أن نحو مليون سائح غادروا القاهرة منذ اندلاع المظاهرات في الخامس والعشرين من شهر يناير الماضي.
قال سليمان "شعبنا يرغب في التعبير للأشخاص المتواجدين في ميدان التحرير بأننا الآن بلا عمل.. آمل في أن يعترفوا بأنهم لم يعملوا لصالح البلد".