فتاة ...بين الحلم.... والألم

جميلة المنظر هي

أنيقة

خفيفة الصوت

خجولة

متكلفة في الكلام

وتفرض الإكبار والاحترام

رغم أن الحزن بلغ مداه في نفسها وصار قلبها يقطر دموعا

فدموع القلب أكثر حرقة من دموع العين

فتاة في العشرين من عمرها

من آسرة مشتتة حيث أن والداها مطلقان منذ أن كانت صغيره

كافحت أمها وجاهدت وهادنت الظروف لتربية طفلتها

عاشت فترات قاسية لا يعلمها الا الله

قاست الوحدة والفراغ والمرارة في غياب شريك يساندها

ويساعدها على تربية ابنتها

كبرت تلك الطفلة البريئة وصارت تعي ما يدور حولها

صارت تشعر بالوحدة والملل شان امها وافتقدت حنان والدها

كانت قد وضعت كل غربتها في دراستها

والعيش في ميسرة وعفوية وطهر وعفة

متمسكة بحبل الآمل المفقود

كبرت ودخلت سوق العمل وهنا

ابتدأت مشوارها الجديد ......

كثر الخطاب على بابها

ومن بينهم مدير عملها الذي كان متزوجا ولديه أطفال

اخبرها بمشاعره المضطربة و أن حياته مع زوجته جحيما لا يطاق

تعاطفت معه رغم أنها كانت تنظر إليه نظرة أبويه

كانت المسكينة تفهم الحب على انه حالة

قلق وتوتر وانتظار

أحاسيس تفور بداخلها ولا تنضب

كانت تعتبر الحبيب أنشودة لا يتوقف ترديدها كيانها

روح اقرب إليها من روحها حتى

و قلبا احن عليها من أي قلب

كانت ترى الحياة املا وثقة وارتباط روحين لا اكسر ولا اقل

لهذه المفاهيم كانت تحلم وتنتظر

اما هو فقد كان ينظر إليها بأحاسيس مختلفة

نظرة رجل فقد الأمان والاستقرار

يبحث عن أخرى لتوازن حياته وتسنده وتشبعه حبا وهياما وعشقا

وفي جو احتفالي كبير أقيمت الأفراح والليالي الملاح

تزوجا دون أن يفهما مشاعر بعضيهما

فتاة بالعشرين ورجل يكبرها بضعف عمرها

هنا يبتدأ المشوار

سارا معا فترة من الزمن مثل عصفورين يحلقان

بعيدا عن الأرض والزحام والناس

وكانت المسكينة تحاول ان تصنع معه كونا خاص يهما

ولكنها سرعان ما أدركت ان نظرة الإنسان يتغير لأمور كثيرة في حياته

أحست أن الحياة أعمق من أن تعيشها

ولا ترى سطحها الذي يمكن أن يكون مخادعا في كثير من الأحيان

كانت تحلم بحب به مزيج من النشوة والكبرياء

عاطفة متأججة بين الاثنين

سير على الإقدام تحت المطر وبين الشجر

كلام رومانسي على شاطئ البحر

همسة ناعمة ولمسة حالمة

أحلام لم تجدها في هذا الزوج الجديد

بل شعرت في ضلاله بجمرات حارقه من نيران ملتهبة

ومن هنا كان المنعرج والصدام الذي أفضى يهما إلى الطلاق بسرعة

هنا عادت تبحث عن فجر جديد و اشراقة شمس جديدة تنير دروبها

ابتدأت تفتش عن الدنيا وعن اسرارها

لكنها لم تجد سوى الوهم

وإذا بقلبها جفاف ويئس

وكأنه لم تهب عليه ريح جنون بيوم من الأيام

تاهت روحها في الأفاق تبحث عن رجل أخر فارس الأحلام

فجاه التقته صدفة

نعم هذا هو...

لقد كان بالفعل صورة رائعة لفتى أحلامها

كما تخيلته ويختلف كثيرا عمن سبقه

دنى منها فابتسمت ومن هنا ابتدأ المشوار

كانا يقضيان وقاتا ممتعه وكان يعاملها بمنتهى الاحترام

ويخبرها كل تفاصيل إحداث يومه

ولا يخلد للنوم إلا بعد أن يطمئن عليها ويتصل بها هاتفيا

أحبها بصدق وربما هي أيضا أحبته بنفس الصدق

ولما لا وهي مليئة بالأنس والبشر والإشراق

فقد أجج حبيبها بداخلها نارا كانت خامدة

ولكن القدر أبى أن يتركها تفرح

كيف تفرح وقد كتب عليها الحزن مدى الحياة وقد

رافقتها الماسي منذ صغرها ؟

توفيت والدتها ولم تجد حبيبها قربها ليواسيها

فقد تركها لمجرد أن والدتها رفضت ارتباطه بمطلقه

فخير السفر بعيدا وقطع علاقته بها

سارت حياتها نحو الفراغ والدمار

فكرهت الرجال كل الرجال دون استثناء

كرهت زيفهم وخداعهم وكذبهم وغطرستهم

هكذا لم ترفع نفسها عن الهموم

وظلت محدقة في الأرض إلى حد الصدوم

فقد تركت هذه الصدمات أثرا في نفسها

وقررت أن تسير بمفرها في معترك الحياة

بعدما صارت تنظر لكل الرجال نظرة شؤم واحتراز وخوف ورهبة

لقد علمتها الحياة عن صغر سنها ان اغلبهم يبدون

من اللسان حلاوة ويتمسكون حتى يتمكنون

وما ان يتمكنوا حتى يذهب عنهم الاتزان وحلاوة المنطق واللسان

ما ذنب هذه المسكينه؟

الا تشتاق روحها لرجل يحبها ويتعامل معها بصدق؟

الا تحتاج لقلب يريحها ويساندها فتضع راسها على كتفه وتهمس له باحلامها؟

اليس من حقها ان تستمع لكلمة

احبك بصدق؟

حقا هي نحتاجه لكل هذا

محتاجة للحب والحنان

فأحلامها بسيطة مازالت تتراقص بداخلها تنتظر من يحتضنها بلطف وود

مازالت المسكينة تحلم.......نعم


تحلم و ......تتألم


اجمل التحايا للجميع

نسمه حب

فعلا نرجسة عندما قرات وضعت اسم شخص معين

سلمت يداكي واحرفك ومشاعرك يا نسمة

فهذه الشخصية الكثير منها

وفي كل منا جزء منها

تقبلي مروري غاليتي