الاكل والشرب فى العصر الفرعونى
______________________
من واقع ألوان الطعام الأخاذة التي عرضها المصريون في الدولة القديمة في مصاطبهم والموائد
التي تحفل بالأطعمة التي تبدو كأنها وليمة هائلة ، والخمر والبيرة اللتين تتدفقان ملء الأباريق ، توضح أنه
كان لقدماء المصريين شهية قوية ، أو أنه كان لديهم موارد عظيمة تمدهم بتلك الملذات ، يحتمل إن يكون
الفرض الأول حقيقياً ، أما الثاني فيعتريه الشك .
والنصوص التي وصلتنا حتى الان من نقوش وبرديات تدل على ان حياة المزارع البسيط في مختلف
عصور العهد الفرعوني مثل حياة الفلاح في الوقت الحالي ، فقد كان يعيش على القليل ويتخيل نفسه محظوظاً
إن أستطاع الحصول على بضعة أرغفة وجرة بيرة وبصل ، وهي بأستثناء البيرة الأطعمة الأساسية التي تسد
رمقه حتى اليوم .
ففي دولة تعتمد على مورد أطعمة غير ثابت تحدث المجاعات بين أن وأخر ، وتذكر كثيراً من تواريخ
الحياة المتضمنة عبارات الثناء ، أن هناك رجالأ ذوي ضمائر حية كانوا يقدمون الطعام للجائع ، ولا مناص
من أستخدام نظام دقيق لإطعام معظم أولئك السكان الكثيري العدد .
أما أصحاب الأراضي وكبار الموظفين والكهنة الذين كانوا يشتركون في ولائم الألهة والنبلاء والوجهاء
فكان لديهم الكثير من الأطعمة ، فمن خلال مناظر الحياة اليومية المصورة في المقابر ، تظهر تلك الطوائف
وأبناؤها يتمتعون بكل ما لذ وطاب ، فكان الطعام الأساسي هو الخبز ، وكثيراً من الحلويات المصنوعة من الدقيق ، واللحوم أي اللحم البقري ولحم الماعز والضأن والإوز والحمام ، كل هذا على موائد الطعام
وكثيرا ما تتضمن المناظر صوراً تمثل القصابين والطيور ، ونظراً لأن مصر بلد حار ، وأن اللحوم لا يمكن
الأحتفاظ بها لمده طويلة ، فإذا ما ذُبح ثور وجب أستهلاك لحمة بسرعة ، ولا يستطيع الحصول على مثل هذا
الترف إلا المجتمع الغني الكثير العدد .
كان اللحم هو الطعام أيام الأعياد - كما هو الحال اليوم - ولم يكن ليُرى في وجبات كل يوم ، ويبدو أن
صيد السمك كان منتشراً على نطاق واسع ، ليهيئ الطعام لمن يعيشون على السواحل وحول المستنقعات
ويسهل الطعام العادي للفلاح ، أما صيد الحيوان الذي شاع في العصور القديمة ، فقل كثيراً في العصور
التاريخية ، حتى صار رياضة ترفيهيه .
كان صيادو الحيوان يمدون المعابد باللحوم ، غير أن سكان الريف لم ينتفعوا منهم إلا بالقليل الضئيل
وتنتج الزراعة عدة أنواع من الخضراوات وكميات من الفاكهة ، كما تنتج الحبوب التي يصنع منها الخبز
فكان هناك التين والبلح والرمان والعنب ، وكذلك الكرات والبصل والثوم والخيار والشمام والبطيخ ، وانتج
المزارعون الألبان ومنتجاتها ، وكانوا يحصلون على العسل من خلايا النحل
ولم تعرف العصور القديمة كثير من الخضراوات والفواكة وألوان الأطعمة الشائعة اليوم في الأسواق
المصرية ، أو انها لم تظهر سوى في العصور اليونانية الرومانية ، ومن أمثلتها الطماطم والسكر والبرتقال
والموز والليمون والمانجو واللوز والخوخ ، وغير ذلك .
وعلاوة على النبيذ والبيرة ، كان هناك كثير من المشروبات يحتسيها قدماء المصريين
ولكن تركيبها غير معروف حتى الأن